يأتي قرار مجموعة "mbc" بإيقاف برنامج "أنت تستاهل" الذي كان من المفترض أن يتولى تقديمه جورج قرداحي بين عيدي الفطر والأضحى، ليعطي رسالة له وللآخرين من العاملين في مجال التقديم بأن تجاوزهم لحدود إمكاناتهم يوقعهم في مشكلات هم في غِنى عنها. وبحسب المنشور منذ 3 أيام على موقع "mbc" فإن قرار الإيقاف جاء لـ"مراعاة مشاعر الشعب السوري"، بعد حملة شعبية وإعلامية تعرض لها قرداحي من قبل كثير من السوريين. إذ يُحكى أن الخبير في تقديم برامج المسابقات "الترفيهية" جورج قرداحي ألقى محاضرة في مستشفى الأسد الجامعي في دمشق منذ حوالي شهرين، وبحكم خبراته العريضة في القضايا الترفيهية كان لا بدّ من أن ينظّر في قضايا السياسة! فدخل في متاهات "المؤامرة الخارجية" على سورية، وحلّل بحكم درايته ما سينتج عن البرنامج الإصلاحي من نقلات نحو المستقبل، وهاجم المتظاهرين في الدول العربية متسائلا عن إنجازات "الربيع العربي" المنشود، وعما "حقق لمن رحب به وعمل من أجله بصدق وإخلاص"، مؤكد أن ذلك الربيع "لم يحقق شيئا حتى الآن مما كان يطالب به الشعب، بل إن هذا الحراك لم يكن عفويا أو تلقائيا، ولكنه نشر الفوضى في أنحاء الوطن العربي".

وهكذا بجملة من مقدم البرامج الترفيهية انمسح الحراك الشعبي في تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن وغيرها.. بمعنى أن الشعوب التي طالبت بحقوقها صارت برأيه مجرد أدوات يحركها من نسجوا المؤامرات، وهؤلاء لم تستطع تحليلات قرداحي واستنتاجاته أن تحدد ماهيتهم وانتماءاتهم، شأنه في ذلك شأن الأنظمة التي تحدثت عن "مؤامرات"، ولم توضح شيئا عن الجهات التي تتآمر.

الرسالة التي وجهتها مجموعة "mbc" واضحة لمن يريد أن يفهمها من مقدمي البرامج الترفيهية، ومن أهم ما فيها أن الشعوب وحدها التي تبقى. وأضيف إليها: السياسة لها أهلها، فاتركوها لهم، وإن أردتم تجاوز تقديم البرامج الترفيهية إلى ما هو أبعد، فإعلانات العطور التي تحمل أسماءكم تحقق طموحاتكم في الوصول للجماهير العريضة، بدل الحديث في السياسة الذي "ليس لكم فيه ناقة أو بعير".