يحتضن برنامج "بادر" لحاضنات التقنية مشروعاً لخلق وسائط متعددة رقمية تبدعها مجموعة من الفتيات والشباب، وقال مدير برنامج "بادر لحاضنات التقنية" بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبد العزيز الحرقان إن هناك خطراً ثقافياً موجودا في العالم العربي، وهجمة ثقافية تحتاج الوقوف ضدها كما فعلت الكثير من الدول الأخرى، موضحاً أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي لا يوجد لديها سوق خاصة بالوسائط المتعددة، رغم توفر قدرات وطنية من شباب وفتيات الوطن لتبني هذه العلوم.

وبين أن الهدف الرئيسي من المشروع هو تبني هذه القدرات الوطنية واستيعابها وإنشاء سوق قوية للمملكة في مجال الوسائط المتعددة، وانتشالها من مقاعد المتفرجين في هذا المجال.

ويحتضن برنامج "بادر" 40 فتاة يتبنى مهاراتهن في تصميم الرسوم المتحركة والألعاب لوضع بصمة إسلامية في هذا المجال.

تقول المتدربة حنان المجلي التي طورت مواهبها وخبراتها في الرسم وبعض برامج الحاسب من خلال المشروع، إن طموحها في إيصال رسالتها الخاصة بالتوحد كان مشجعاً رئيسياً لها، بالإضافة لعشقها لهذا المجال، مؤكدة أن المشروع ساهم في صقل مواهبها.

أما ريم الماضي المتدربة الأولى في القسم، فاعتبرت المشروع فرصة لتنمية مواهبها، وتبني هوايتها، متأسفة لعدم وجود هذا التخصص في جامعات المملكة رغم أهميته.

سمهر المهنا (17 عاماً) كانت تحلم بهذا التخصص، وعندما لم تجد من يحتضن أفكارها قررت السفر إلى أميركا، وسرعان ما عادت مرة أخرى بعد أن اقترح عليها والدها أن تنضم لبرنامج "بادر"، وهذا ما فعلته، لتصنع عالمها الخاص في الرسوم المتحركة.

ليلى البابطين توجهت لعالم الألعاب منتقدة بعض الألعاب التي بين أيدي أطفالنا، موضحة أنها توجهت في تصميم ألعابها إلى إستراتيجية خاصة تجعل الألعاب ليست مجرد ألعاب للهو فقط، فالطفل يحتاج إلى تنمية مواهبه، والاستمتاع والتفكير قبل اتخاذ القرار.

وتوافقها الرأي سارة الغنيم الطالبة بقسم الألعاب، والتي أحبت أن تنقل عالم الصحراء والعادات السعودية من خلال تصميمها للعبة خاصة من هذا النوع.

محمد خواجة المتدرب والمشرف على قسم الرسوم المتحركة جعل هاجس الرسوم المتحركة هو حلمه الذي يسعى إلى تحقيقه، بعد أن ترك مدينته وعمله ليحقق طموحه في تصميم عالمه من الرسوم المتحركة.

قال محمد إن "المملكة تحتاج أن تنهض في هذا المجال بجهود شبابها وأعمالهم، فالرسوم المتحركة تساعدنا على إيصال أفكارنا وثقافتنا للعالم جميعاً بسهولة".

أما المتدرب محمود الطبيشي المتخصص في التصميم والرسم، فقد قرر أن يخوض تجربة المشروع ليجسم رسومه، ويصنع فيلمه الخاص الذي لاقى استحسان وفد كندي زائر.

ويرى رسام الكاريكاتير ومنتج أفلام كارتونية قصيرة عبد العزيز المزيني أن المرأة أكثر قدرة للوصول لعقلية الطفل في كتابة النصوص. ويتوجه المزيني في أفلامه الكرتونية للبالغين، وينتقد السلوكيات والمشاكل بشكل ساخر.

ويوضح أن الرسوم المتحركة في وقتنا الحالي لا تحمل أي هدف أو معنى، وأنه توجه لتعليم نفسه بنفسه، وبناء هوايته في إخراج الأفلام الكرتونية دون دراسة.