أثار دفن مسلمين في مدينة أميركية أسفل مزرعة تابعة للطائفة الدينية التي ينتمون إليها جدلا حادا بعد أن وصف مسؤول مدينة سيدني الصغيرة في نيويورك هذه المقابر بأنها غير شرعية. وتقع المقبرة أسفل بستان أشجار في أعلى هضبة مطلة. وكانت أسرة المتوفين قد دفنت رفات أول شخص في شهر نوفمبر من عام 2009. وكان صاحب الرفات عامل بناء يدعى أمير سيلوسكي ويبلغ من العمر 28 عاما، وذلك بعد يومين من مقتله في حادث سير. وقام أشقاء الضحية وهم من الطائفة الصوفية بنقل نعشه إلى أعلى الهضبة حيث تتباين عماماتهم الملونة وعباءاتهم الفضفاضة بشدة مع لون الهضاب المحيطة بهم من كل مكان. وأسفل شاهد قبر تحيط به الأعشاب الخضراء، وهو لون طائفة "عثمانلي النقشبندي حقاني" التي تملك مزرعة بمساحة خمسين فدانا ومسجدا أيضا. وهو ما سبب خلافا حادا ألقى بمدينة سيدني في دائرة الضوء على المستوى الوطني وسبب انقساما بين بعض السكان بل وغير من آراء آخرين أكدوا أن حياتهم ومدينتهم لم تعد مطلقا كما كانت. وبدأت الأمور تهدأ قبل دفن جثمان شخص آخر في المقبرة ذاتها. واندلعت الخلافات رغم أن الصوفيين اتبعوا كافة الإجراءات القانونية وحصلوا على تصريحات رسمية بالدفن.
لكن هذا لم يمنع مشرف المدينة روبرت مكارثي من وصف هذه المقابر بغير القانونية وإشارته إلى ضرورة إخراجها منها. وأصبح مكارثي، وهو رجل أعمال متقاعد يبلغ من العمر 70 عاما، محل انتقادات حادة من قبل المسلمين في كل مكان. وأنشأ السكان مواقع على شبكة الإنترنت وتواصلوا خلالها معا وأعدوا دعاوى لاتهام مكارثي بالتقصير وتطالب بالتحقيق مع مسؤولي المدينة. واحتشدوا في أحد مراكز المدينة في ظل حالة من الفوضى بينما كان أكثر من اثني عشر صوفيا يتابعون هذا الاجتماع، وأطلق نحو 150 من السكان المحليين هتافات صاخبة ضد مجلس إدارة مدينتهم مثل "عار عليكم"، "اعتذروا". من جانبه قال هانز هاس المتحدث الرئيس باسم الصوفيين إن سكان المدينة خرجوا وأعربوا عن وقوفهم بجانب الطائفة الصوفية.