ليس الأبطال وحدهم من يصنعون الجمال، فعلى امتداد الفن السينمائي والدرامي، كان لا بد من حضور فناني الكومبارس (الأدوار الثانوية)، وبتعبير أدق "أولئك الذين يحضرون بجانب الأبطال ليصنعوا الفرق في أي عمل، لذلك تجد أن هناك من تميز بشغل هذا المكان ولم يغادره؛ لا لأنه فشل في أداء أدوار البطولة، بل لأن شخصيته مناسبة جداً لأداء هذه الأدوار الثانوية والهامة جدا في نفس الوقت لإضفاء الروح على الأعمال التمثيلية.

من ينسى الدور الثانوي الجميل الذي لعبته "زينات صدقي" أمام عبدالحليم حافظ في فيلم "معبودة الجماهير"، ومن ينسى شكوكو في أدواره مع إسماعيل ياسين، ومن لا يذكر ياسين بقوش في أدواره مع "غوار الطوشة" و"أبو عنتر".

برأيي أن "جوكر" السينما المصرية حسن حسني، هو أبرز من شغل هذا الدور من خلال أدواره في أغلب أفلام السينما المصرية، فهو يتكرر كثيرا في الأفلام والمسلسلات، بشكل يثير استغراب المشاهد من قدرته على هذا الحضور الرائع، على الرغم من تقدمه في السن.

هذه الشخصيات هي النكهة التي تعطي الأفلام والمسلسلات طعمها اللذيذ، إلا أن المتابع للأعمال الفنية السعودية يلحظ أن هناك محاولات حثيثة للهروب من أداء هذه الأدوار.

في الدراما السعودية، هناك أسماء رائعة اختفت من أدوار الوسط باحثة عن البطولة، كانت ستكون أجمل إن هي بقيت في أماكنها، وآخرون غابوا، وبقيت أدوارهم شاغرة.

من أبرز لاعبي هذا الدور في السعودية راشد الشمراني الذي افتقدناه في طاش، وهناك أيضا فهد الحيان في دور "هزار"، الشخصية الطفولية التي تعلق بها الأطفال في طاش، ورددوا معه أغانيه التي كان يؤديها في المسلسل، الآن لم يعد يرضيهما أن يشغلا هذا المكان وغادراه كبطلين في أعمال أخرى.. فما الذي حققاه حتى الآن؟