ما تعرض له رسام الكاريكاتير السوري الزميل علي فرزات أمس، مدان ومرفوض، أيّا كانت الجهة التي نفذت الاعتداء. فعمليات التخويف التي مورست في الماضي على الصحفيين لم تعد تصرف، ولم يعد لها من يحميها، وإلا لما كانت الجهات التي أقدمت على اختطافه وهو عائد من عمله إلى منزله، قد تكتمت على اسمها، وأخفت حقيقة هويتها.
تتمتع الصحافة بحصانة، أدبية ومعنوية، قلما تتمتع بها مؤسسات أخرى، وهي تصنع الرأي العام، يخافها المسؤول وهي عون للمواطن من أجل إيصال رأيه والإفصاح عن مكنوناته. وربما من أجل ذلك، لا يستمرئ المسؤولون الصحفيين، وإن أحبوهم، فعلى مضض.
في أحداث ثورة ليبيا وجدنا كيف أن مسؤولا أمنيا ليبيا يصفع صحفيا في فندق ريكسوس عندما انتصر ذاك الصحفي لإيمان العبيدي التي اغتصبت على يد عناصر من كتائب القذافي. وبالأمس كان الصحفيون في الفندق نفسه ضحية هزيمة العقيد وسقوط طرابلس، وقبل ذلك كان ناجي العلي، ضحية مواقفه التي لم يحد عنها، فلاحقه الموت من فلسطين إلى لبنان والكويت...فلندن.
علي فرزات عرفنا عنه، دون أن نتعرف عليه، مدافعا عن هموم الوطن والمواطن، وعن القضية القومية، على صفحات الصحف العربية، وكما سمعنا عن افتتاحه لصحيفته الخاصة "الدومري"، سمعنا عن سحب ترخيصها، لأنه أزعج من بيدهم الحل والربط.
تحية إلى الدومري علي فرزات، وقبله إلى الشهيد حنظلة... ومن يسير على خطاهما.