سامح الله ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة ''أبل'' الأميركية، إذ أحرج "بعض الناس" باستقالته وهو في أوج نجاحه، قائلا في رسالة الاستقالة: "لطالما قلت إنه إذا جاء اليوم الذي لا يمكنني فيه القيام بواجباتي على أكمل وجه، فسأكون أول من يعلمكم بذلك.. ولسوء الحظ جاء ذلك اليوم"!

تنحى أبو جوبز (أصوله عربية) عن إدارة "آبل" بعدما قام بتغيير عادات المستهلكين نحو الأفضل باستخدامهم الحواسيب والهواتف المحمولة. ولم يطالبنا كـ"بعض الناس" بتغيير عاداتنا الاستهلاكية للأسوأ؛ بزعم التأقلم مع ارتفاع الأسعار! حتى في لباسه ضيّق العم جوبز على "بعض الناس" بزيه الموحد، والمكون دائماً من الجينز الأزرق والقميص الأسود. معللاً ذلك بأنه "يوفر عليك وقتا ثمينا في الصباح، إذ لن تضطر للحيرة فيما ستلبسه لذلك اليوم". بينما بعض الناس يرى أن تغيير اللبس أبرز إنجازاته. جعل أسطورة وادي السيليكون من قيمة "أبل" وحدها ما يعادل قيمة أكبر 32 مصرفا أوروبيا مجتمعة، برغم أنه كان يتقاضى دولاراً واحداً سنوياً (لا يوجد خطأ بالرقم) لقاء عمله كرئيس تنفيذي لـ"آبل". ولم يتشرط مثل "بعض الناس" برواتب خيالية وسيارات وخدم وحشم، ليدخل ما هو قابع على هرمه بديون وترهل وفساد! غادر الداهية جوبز بعدما أصبحت "أبل" أكبر شركة أميركية من حيث القيمة السوقية، وعندما أعلن استقالته انخفضت أسهمها في البورصة بنسبة 7% هلعاً من رحيل عقلها المدبر. ولو قدّر لبعض "البتاعات" التي يرأسها "بعض الناس" أن تدرج بالسوق المالية لحظة إعفائه (تحلم تسمع استقالة) لارتفع سهمها 10% (قفل نسبة) فرحاً بالخبر! ترك جوبز الإدارة التنفيذية فارتسمت ملامح الحزن على وجوه عشاق منتجات "آبل". لذا يرفض "بعض الناس" التنحي ظناً بأن رحيلهم سيُغرق عيوننا بالدمع حزناً، والحقيقة أنها ليست إلا دموع الفرح بـ"فرقاهم"!

شكراً لصاحب "التفاحة المقضومة"، كدنا نظن أن ذلك من أساطير الأولين!