كشف تقرير أصدرته جمعية "إبصار" الخيرية عن ارتفاع معدلات حالات الفقر في جدة. وجاء التقرير ضمن برنامج المبادرة الذي أطلقته الجمعية لمكافحة الفقر بالمحافظة، واستند في نتائجه على ارتفاع أعداد المستفيدين من مساعدات الجمعية بشكل كبير خلال العام الماضي.

وأكد أمين عام جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو في تصريح إلى "الوطن" أن نتائج الدراسة التي أوصى بتنفيذها محافظ جدة، رئيس المجلس المحلي لتنمية وتطوير جدة الأمير مشعل بن ماجد، أظـهرت تردي الأوضاع المعيشية، وبروز بعض المشكلات الاجتماعية التي تواجه مدينة جدة.

وكشف التقرير عن استهداف 55 مستفيدا من المعاقين بصريا ضمن برامج الجمعية في شهر محرم العام قبل الماضي، وأن عددهم ارتفع ليصل بنهاية العام إلى 98 مستفيدا، يعيش برفقتهم 505 أفراد. كما أظهرت الدراسة أنهم بحاجة إلى معونة غذائية، بعد أن تمت دراسة الأوضاع الاجتماعية لكافة المسجلين بالجمعية الذين بلغ عددهم والتابعين لهم بنهاية عام 1430 قرابة 1111 مستفيدا، منهم 552 مستفيدا من سكان جدة فقط.

وأضاف "تقدم 226 مستفيدا منهم بطلبات للحصول على مساعدات مختلفة من الجمعية، و181 مستفيدا منهم يعانون ظروف اجتماعية ومادية صعبة، نتيجة انعدام الدخل أو انخفاضه، إضافة إلى إعاقتهم البصرية.

وكشف عن ارتفاع عدد المستفيدين من الجمعية في العام الماضي ليصل إلى 1248 مستفيدا، تمت إضافة 43 فردا منهم إلى قائمة المستفيدين من برنامج مكافحة الفقر، بعد أن أظهرت دراسة حالتهم الاجتماعية، أنهم بحاجة ماسة للمعونة الغذائية، وتم تزويدهم بـ 726 سلة غذائية العام الماضي، منها 60 سلة تبرع عيني من مركز مرحبا للتسويق في شهر رمضان المبارك، فيما بلغت التكلفة الإجمالية بنهاية العام الماضي 108,900 ريال، مولت بمبلغ 104,200ريال من 18 متبرعا من رجال وسيدات الأعمال، وأعضاء الجمعية والعاملين، وتحملت الجمعية باقي التكلفة.

وشدد بلو على أهمية توفير برامج قادرة على مكافحة الفقر، وتوفير فرص العيش الكريم، مضيفاً أن المجتمع السعودي بمختلف مكوناته قادر على تلبية الاحتياجات التنموية، وتحسين مستويات المعيشة للمواطنين، والتصدي لمشكلتي الفقر والبطالة، شريطة توحيد الجهود الخيرية.

وأشار بلو إلى ارتفاع حالات الإعاقة البصرية المواكبة للفقر في أحياء مختلفة من مدينة جدة، وأن هناك مؤشرات تظهر تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي بين المعاقين بصرياً المستفيدين من خدمات الجمعية.

واستغرب بلو خروج التقرير بنتيجة أن ضعفاء البصر هم الأكثر تعرضاً للفقر، بسبب فقدهم لوظائفهم لقاء حالتهم البصرية، مؤكداً الأهمية القصوى التي يمثلها تأمين السلات الغذائية ضمن برنامج مكافحة الفقر، باعتباره وسيلة ناجحة وعاملاً مساعداً لإدارة الدخل الشهري بين المستفيدين.

وأكد الحاجة الماسة لعامة المستفيدين للأدوية الطبية والرعاية الصحية العامة والحاجة إلى الغذاء نظرا لكبر سنهم و الأمراض التي يعانون منها هم وأفراد أسرهم وقلة دخلهم المادي ودعا إلى إضافة خدمة توفير الأدوية الطبية ضمن برنامج الجمعية لمكافحة الفقر لهذا العام.

وناشد أمين عام الجمعية كافة شرائح المجتمع بالاستمرار في دعم البرنامج من خلال جمعية إبصار وعموم المؤسسات الخيرية الأخرى باعتبار تأمين الغذاء أنجع وسيلة لمكافحة الفقر وتنمية المجتمع اقتصادياً واجتماعياً، وذكر أن تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أكد أن مليار شخص حول العالم يعانون الجوع المزمن ،الأمر الذي يؤكد أن التهاون في توفير الغذاء عامل رئيس يؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك مكافحة العمى.