عالم طيور الببغاء عالم مثير وطريف، ويصفه البعض عن طريق الخطأ بالغباء, لكن الواقع يشير إلى أنه من أذكى الطيور. وفي الآونة الأخيرة باتت تربية الببغاء تحظى بإقبال كبير من قبل الكثير من الأسر السعودية. وقد زاد من شعبيتها لدى الأسر قدرتها على التأقلم مع جو العائلة وترديد أسمائها، لكنها في ذات الوقت تشكل قلقا لبعض الأسر، حيث قد يتحول ذلك الطائر الجميل إلى كائن فاضح ينقل كل ما يدور في المنزل ليسمّعه للضيوف أو لمن يشتريه فيما بعد.
ويقول الشاب سمير السواط أحد هواة تربية طيور الببغاء ـ: إن هذه الطيور عالم مثير, ولها صلة وثيقة بالأسرة، تعيش بينها وتتأقلم مع بيئتها وتأكل من طعامها وتتحدث بكلامها. مؤكدا أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من قبل الأسر السعودية على شراء واقتناء طيور الببغاء من جميع مناطق المملكة، بعد أن كان الاهتمام بها مقتصرا على المنطقة الشرقية والرياض فقط.
وذكر السواط الذي كان يعرض مجموعة من الطيور على المتسوقين في معرض عام بإحدى الأسواق بالطائف أنه مهتم بتربية طيور الببغاء منذ عدة سنوات. مشيرا إلى أن هناك أكثر من 120 نوعا من هذه الطيور. أما هو فيمتلك منها نحو 60 نوعا. وأكد أن ملاحظته حرص بعض الأسر على اقتناء طيور الببغاء وأسعارها التي تصل أحيانا إلى 50 ألف ريال دفعاه إلى الاهتمام بها وتربيتها والاتجار بها.
وعن أشهر هذه الأنواع، أشار السواط إلى أن هناك عدة أصناف شهيرة منها "الأمازوني" و"الدبل هد"، وهو طير ترفيهي يعامل الناس وفق تعابير وجوههم، وهو ذكي، سريع الفهم، واضح الكلام، يتعامل مع تعابير الوجه، ويتراوح سعر الفرخ في سن من 6 أشهر إلى أقل من سنة ما بين 9 إلى 10 آلاف ريال.
ومن الأنواع الأخرى الطريفة أيضا "الأفريقي"، وهو طير يحب البشر، ويتربى في المنازل، ودائما ما يردد أسماء أهل البيت، أما فصيلة "المكاو" فيوجد منها 6 سلالات، وتتراوح أسعارها من 20 ألفا إلى 50 ألف ريال وفق قدرته على النطق.
وتابع: من الأصناف الشهيرة أيضا "الكوكاتو" الأميركي، وهو طير كبير الحجم، ومنه سلاسة تشتهر بالعرف الأصفر، وهي أذكى طيور "الكوكاتو" وأغلاها سعرا. مشيرا إلى أن سعر هذه السلالة يصل إلى 8 آلاف ريال، وذلك حسب درجة ذكاء الطائر.
وبين السواط أن هناك إقبالا كبيرا من جميع شرائح المجتمع على شراء واقتناء طيور الببغاء. مشيرا إلى أن السعر الأدنى لهذه الطيور هو ألف ريال. وعن طريقة تعليم الطيور الكلام، قال: هناك أشرطة ومكبرات صوت تقوم بترديد الكلمة حتى يحفظها الطائر. مشيرا إلى أن أفضل أوقات التدريب بعد صلاة الفجر، وأفضل سن للتدريب من 6 أشهر إلى سنة. وذكر أن هناك طيورا تقرأ السور القصيرة من القرآن في نفس واحد، وأغلب الطيور يكبر ويسبح ويقرأ القرآن، وهذه الطيور مرغوبة بشكل خاص من قبل الأسر. وذكر أن الطير يبدع في الكلام كلما تقدم به العمر ويعيش في البيئة الطبيعية إلى 60 سنة، بينما في الأقفاص إلى 40 سنة. وعن أبرز المشكلات التي تواجه مربي طيور الببغاء, قال: الرعاية الطبية لها، فأفضل الشركات التي تعالج الطيور لا فروع لها بالمملكة. وذكر أن طائر الببغاء طائر نظيف، والنظافة مهمة له, وغالبا ما يأكل من طعام الأسرة وله فترة سكون في الليل، ويتأثر بوجود غرباء في المنزل فيصمت في حالة وجود ضيوف غير مألوفين بالنسبة له. ويتأثر الببغاء بالعائلة المحيطة به ويتحدث بصوت صاحبه ويقلده ويتأثر نفسيا إذا تم بيعه, وخاصة إذا كان لدى شخص مرح وانتقل إلى شخص غير مرح. وأشار إلى أنه يصعب تغيير الكلام الذي حفظه الطائر، لذلك غالبا ما يفضح صاحبه وخاصة من لا يتحرز من وضعه داخل غرفة النوم, ومن المواقف المحرجة التي قد يسببها الببغاء لصاحبه, أشار إلى أنه اكتشف أن بعض الطيور التي قام بشرائها تردد بعض الكلمات التي تدور بين الزوجين في غرفة نومهم الخاصة.