سعاد عبد الله، حبيبة الجيل السابق، تلك التي كان يغار عليها رجال الجيل السابق في أربعة عقود مضت، كانت سعاد عبد الله أيقونة بهجة وحب وهي تغني دويتو (شهر العسل) مع عبد الحسين عبد الرضا بالمناقشة البريئة حول مشاكل الزوجين وصراعهما مع الأهل، من هنا دخلت الذاكرة الخليجية، وقدمت الدويتو الأشهر أيضاً (بساط الريح) مع عبد الحسين عبد الرضا، وكانت طاقة فنية رهيبة دعمها ازدهار الساحة الفنية في الكويت في حينها، كانت تغني وتجيد اللهجات المتعددة، كانت فرائحية قدمت أهم أدوارها المسرحية على الإطلاق في مسرحية (على هامان يا فرعون؟) شكلّت ثنائيا جميلا مع عبد الحسين عبد الرضا ومع الراحل غانم الصالح وحياة الفهد، وقدمت معهم سلسلة من الأعمال الفنية مازالت راسخة في أذهان الذاكرة الخليجية، أشهرها مسلسل (خرج ولم يعد)، ودورها العبقري في مسلسل(درس خصوصي).. كنا نضحك معها وكانت إضافةً للنص، لم يضف لها النص شيئا أمام عبقرية الأداء!
هذا كله في الذاكرة محفوظ بكل الحب في زمن مضى، لم يبق منه سوى الشفقة ونحن نشاهد سعاد عبد الله اليوم..
تخلّت عن جيلها وتخلّوا عنها بالمقابل، هزمتها السنون وهرمت الملامح والموهبة.. اليوم سعاد عبد الله على قارعة النصوص الدرامية خزان من الدمع المتجول!!
اليوم سعاد عبدالله، وفي مسلسلها الأخير "فرصة ثانية" لا تفعل شيئا سوى الصراخ والبكاء مع مجموعة باكية جوارها، من بنات الدراما الكويتية من الجيل الجديد، الذي لن يأتي منه أحد بفرادة ما قدمته سعاد في زمن مضى!
سعاد عبد الله اليوم ومنذ سنوات قريبة لا نعلم لماذا تعمل!
فالشيخوخة أطلت بأنيابها وهي محصورة في دور الأم (الكدادة) على عيالها والمغدورة، والتي تنتصر طبعاً في آخر المسلسل، مجرد صبّابة دمع لا أكثر، وأنا أخشى على بصرها من (القطرة) التي تستخدمها بسخاء في كل دور!!
سعاد عبد الله، لماذا تبكي كثيراً؟ لا أعلم! ولكن ما أعلمه أن هند رستم وفاتن حمامة وسعاد حسني اعتزلن في القمة خوفاً على التاريخ الجميل، وخوفا من مهانة النصوص والدمع الحقيقي!
سعاد عبد الله ربما تبكي بالفعل ونحن لا نعلم!