فاجأ سيف الإسلام القذافي العالم أمس بظهوره التلفزيوني وهو بين أنصاره في العاصمة الليبية طرابلس، إذ إن الأنباء تحدثت عن اعتقاله من قبل الثوار في بداية دخولهم إلى المدينة، إضافة إلى أخيه محمد وشقيقه الآخر الساعدي.

مفاجأة الثوار بسيف الإسلام يتحدث ويحشد الأنصار كانت كبيرة أيضا، وطرحت أكثر من علامة استفهام حول حقيقة اعتقاله وحقيقة وجوده أمام الكاميرات، كما أن مدعي عام الجنائية الدولية لويس أوكامبو، ربما اندفع أيضا مع من اندفعوا، وبدأ التحضير لاستلام سيف الإسلام وكذلك معمر القذافي للشروع بمحاكمتهما بتهم قد وجهت لهم سابقا، بما فيها جرائم بحق الإنسانية.

ربما يكون ما نفذه سيف الإسلام يندرج في الحرب الإعلامية التي يمارسها الطرفان. فإما أن الاعتقال كان دعاية من قبل الثوار، في الأساس لتثبيط همم الكتائب المقاتلة الداعمة للنظام الليبي، أو أنها حصلت بالفعل، وأن سيف الإسلام استطاع الهرب، كأخيه محمد، وفي ذلك ضربة للثوار في الصميم، قد تصل إلى اتهام بعضهم بعضا بالخيانة.

كان حريا بقادة الدعاية التابعة للثوار تحري الدقة والشفافية عند إطلاق أو تسريب أي خبر، خاصة إذا كان بحجم اعتقال أبناء القذافي، لأن الرد سيكون عكسيا على الثوار، إذا ما ثبت عدم المصداقية.

لن يقدم اعتقال سيف الإسلام أو يؤخر شيئا على الانتصارات التي حققتها انتفاضة الشعب الليبي، ولكن المصداقية تبقى الأساس في التعامل بين أفراد الشعب، خاصة وهم مقدمون على مرحلة تتطلب كثيرا من الشفافية.