إن قلنا إن برنامج فوانيس الليلي الرمضاني، الذي تعرضه القناة السعودية الرياضية يومياً، هو مركاز مقهى، كالمركاز المعروف في الذاكرة الشعبية لمدينة جدة، فإننا سنستغرب فعلاً، غياب المعسلات والشيش.

إن قلنا إن برنامج فوانيس، يندرج تحت قائمة البرامج الحوارية المنوعة ، فإننا سنتعجب من عدم وجود فكرة محددة يدور حولها البرنامج والجالسون فيه، إلى درجة أننا نجزم أنه ليس هناك فريق إعداد مهني ومتخصص خلف حلقات هذا البرنامج، رغم أننا نقرأ في "تتر" الأسماء في نهاية البرنامج، أن هناك فريق إعداد فعلاً.

إن قلنا إن البرنامج من فئة البرامج الترويحية الخفيفة الظل، التي لاتهدف إلى أكثر من تسلية المشاهد، فلا تسلية نراها في البرنامج، ولاترويح، ولاخفّة ظل.

إن قلنا، في المرة الرابعة، إن البرنامج هو برنامج رياضي حقيقي، يهتم بالشأن الرياضي وهمومه الحقيقية العميقة، فالبرنامج للأسف ليس فيه إلا سواليف رياضية غير عميقة، وغير حقيقية، وغير مهمة، وغير منظمة.

مايدور في البرنامج من كلام، ويعود ليلف ويدور في الليلة التي تليها، ليس أكثر من كلام رياضي غير متخصص في الرياضة، تخصصا حقيقيا وذا قيمة، فهو إما حكايات مملة عن معسكرات الأندية، وضرورة النوم المبكر للاعبين وعدم الإفراط في السمنة، وإما عن إعطاء شارة الكابتنية لياسر القحطاني وسحبها من محمد نور، وإما اجترار سطحي لقضية نادي الوحدة، وإن تحسن أداء البرنامج، كان الحديث عن هل جمهور الهلال أكثر من جمهور الاتحاد داخل الملعب وخارجه، أم أن جمهور الهلال أكثر، إذا ما حسبنا عشرة مشجعين بقوا خارج الملعب لعدم وجود تذاكر، وهو الخلل التاريخي في التذاكر، الذي لاندري هل تتحمله إدارة الهلال، أم الشركة الرسمية الراعية، أم أن الأمر يحتاج إلى تدخل بان كي مون شخصياً في الموضوع.

انسدحت كثيراً من الليالي الرمضانية أمام هذا البرنامج، فلم أخرج منه إلاّ بابتسامات ونكت الدكتور مدني رحيمي، وكشخة علي الزهراني، وسرد تاريخي يومي من قبل أحمد الشمراني لمشواره الرياضي وسيرته الذاتية، مع المسؤول سين، والمسؤول صاد قبل أن يستقيل.

تحية لمركاز فوانيس، وللعمدة، زميلنا الإعلامي المهذب، عادل عصام الدين، ولا انسداحة لي بعد هذا المقال.