أكتب لكم وأنا صائم وأحلف لكم بالله على أمرين.. الأول: أنني لا أذكر خلال الأشهر الماضية أنني دخلت إلى صالة المغادرة المحلية في مطار الملك عبد العزيز دون أن تحدث مشاجرة بين موظفي السعودية وأحد الركاب عند البوابة رقم4.. آخرها صباح أمس.. كانت معركة حامية، وكان الصراخ يملأ المكان.. كان منظر الراكب وهو يسقط على الأرض وأطفاله يبكون حوله، مثيرا للشفقة فعلا. النقطة الأخرى التي أحلف بالله عليها أنني ما دخلت إلى ذات الصالة في هذا المطار إلا وشعرت كأنني داخل دورة مياه متعفنة.. روائح كريهة تستقبل الداخلين للمطار.. سؤالي: ألا يمتلك مسؤولو الطيران المدني حاسة شم؟!
* دعونا من هذا المطار الفضيحة الذي يحتاج فيما يبدو لرجل عسكري لإدارته.. موضوعنا اليوم عن الجوائز الوهمية! سبق لي الحديث عن الجوائز التي يتم تقديمها للمتسوقين والسياح هنا وهناك.. ما زلت حتى اليوم أصفها بأنها جوائز مضحكة.. لافتات وإعلانات ضخمة كلها تدعو الناس لزيارة هذا المجمع أو هذه المدينة للاستفادة من فرص الفوز بحوائز كبرى.. ويفاجأ الناس بأن هذه الجوائز خلاطات مولينكس وزجاجات عطر مضروب، وساعات حائط لا تعمل! لم تعد المسألة تستفزني كما السابق، وطنت نفسي أن ما أسمعه هو نوع من النصب المكشوف.. الذي استوقفني خلال الشهر الكريم هو هذه الإعلانات التي تروج لها بعض الشركات الكبرى ـ بعضها شركات اتصال ـ يقولون في إعلاناتهم ـ عبر شاشة إم بي سي وغيرها ـ إنهم يقدمون آلاف الجوائز.. ويطالبون الناس للمسارعة بالاستفادة من خدماتهم المقدمة كي يحصلوا على فرصة الفوز بإحدى هذه الجوائز!
شخصيا لا أعرف أبداً أن أحدا سبق له الفوز بأي من هذه الهدايا.. الأمر واحد من اثنين.. إما أن هذه الشركة تمارس الكذب على السعوديين ـ دون غيرهم من أهل الخليج ـ وتستغفلهم وتتعامل معهم على أنهم مجموعة من السذج.. أو أن الجوائز يفوز بها سكان آخرون من كوكب آخر. هناك طرف ثالث يمتلك القرار والمحاسبة، يشاهد ويسمع ما نسمع، ويعلم أن الحكاية نصب علني.. لكنه يلتزم الصمت.. لماذا يلتزم الصمت؟ لا أعلم.. اسألوه!