كشف استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء والاستقلاب، رئيس وحدة الغدد الصماء في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور عبدالوهاب باوهاب أن وحدة جراحة القدم والكاحل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض تسجل نحو 90 حالة بتر أطراف شهريا لمصابين بمرض السكري خلافا للحالات المماثلة في بقية مستشفيات المملكة، بسبب "الغرغرينة" الناتجة عن موت الأطراف، مثل أصابع القدم وتضخمها، مما يستدعي بترها للمحافظة على حياة المريض.
وأكد باوهاب خلال محاضرة ألقاها أمس ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للسكر أن إحصائية حديثة أجراها مستشفى الملك فهد العام تؤكد انتشار مرض السكري في المجتمع السعودي، وأوضح أن نسبة الزيادة في أعداد المصابين بالمرض ارتفعت 22% خلال الأعوام القليلة الماضية.
ووصف مرض السكري بأنه مرض "وبائي" تجب مكافحته بطرق عدة في مقدمتها توعية مختلف فئات المجتمع حول مدى خطورته. مشددا على أن "الوقاية من المرض أفضل بكثير من علاج المضاعفات التي تكبد خزانة الدولة مبالغ باهظة جدا.
وربط باوهاب تزايد الجهود المبذولة للتوعية بمرض السكري وطرق الوقاية، بتدني نسبة الوعي بالمرض.
مشيرا إلى أن استفتاء حديثا أجراه مستشفى الملك فهد العام شمل أكثر من 180 مشاركا أظهر أن 85% لا يعرفون الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمرض السكري، وكان الاعتقاد السائد لديهم أن عامل الوراثة هو السبب الوحيد المؤدي للمرض. وتابع: "كما أظهر الاستفتاء أيضا أن 90% من العينة لا يعلمون كيفية الوقاية من السكر، مما يدل على قلة الوعي".
واستعرض باوهاب أسباب الإصابة بمرض السكري، وفي مقدمتها ازدهار المعيشة في منطقة الخليج "المدنية"، والعامل الوراثي، وقلة الحركة، والأكل غير الصحي "الأكلات السريعة" من مأكولات دسمة ودهنية تزيد في الوزن.
محذرا من أن 40% من المصابين بالسمنة معرضون للإصابة بالسكري.
وشدد على ضرورة مراعاة الأهل لأطفالهم ومراقبة الأطعمة التي يتناولونها لتجنب إصابة الأطفال بالسكري، وقال: "في الماضي لم يكن الأطفال يصابون بالسكري من النوع الثاني، إذ إن الإصابة به تحدث لمن يتجاوزون سن العشرين عاما، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت تسجيل حالات إصابة لدى الأطفال بسبب السمنة".
وعن تعايش مريض السكري مع المرض، أكد باوهاب أن مـرض السكري مرض سهل ممتنع عند تلقي المريض الاهتمام والرعاية والمحافظة على صحته، ولكنه في المقابل سيكون صعبا جدا إذا أهمله المريض، حيث تترتب على مرض السكر مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض.
