قال وزير الدولة لشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله "إن رسم مستقبل العرب، مرهون بتوقف المساعدات المالية الخارجية"، فالحالة العربية بحاجة إلى آليات جديدة للخروج من قيد المساعدات الخارجية حتى تنطلق نحو المستقبل المنشود".
وقال ابن علوي، خلال جلسة الحوار الأولى التي أقيمت أمس ضمن فعاليات مؤتمر "فكر 9" وأدارها خليل جبارة: إنه خلال العقود الستة الماضية كان خط السياسة العربية ينصب في خانة السياسات والشعارات"، مضيفاً أن العقود المقبلة بحاجة إلى تنظيم الطموح العربي، والابتعاد عن الارتجالية.
وشدد ابن علوي على عدم التهويل والتخويف من التعامل مع الآخر، قائلاً "نحن بدأنا تاريخنا بالشراكة مع العالم، وينبغي أن نتفاعل مع العالم بطريقة تحمي مصالحنا، بمعنى أن نكون قادرين على بناء مصالح حقيقية مع الآخرين، ولا نشعر بأن الآخرين يعطونا الخبز، لأن ما في العالم من ثروات هو ملك العالم، وما هو ملك لنا هو ملك الآخرين، والعكس صحيح".
وقال ابن علوي "لست خائفاً على مستقبل الشباب العربي، لكن ما يقلق جيلنا الحالي هو أن نبني قاعدة يصل بها شبابنا للمستقبل دون عناء كبير، لأن مسؤوليتنا أن نهيئ الأرضية لهم"، مضيفا أنه خلال العقود الخمسة الماضية لم نستطع وضع تصور لكيفية إدارة مستقبل الأمة العربية، لكن الشباب سيكونون أفضل من جيلنا في إدارة مستقبل الأمة العربية".
وعرض النائب الأعلى لرئيس التقنيب والإنتاج في أرامكو السعودية أمين الناصر خلال كلمته أمس في الجلسة العامة في "فكر 9" خطة تتألف من: الابتكار، والتقنية، والبحث والتطوير، والموارد البشرية، والتعليم المتميز تهدف لتحقيق الازدهار من خلال الاستقرار الاقتصادي وتنمية الموارد وتطوير المعرفة.
وقال الناصر "إن ازدهار الأمم يتوقف على قدرتها في المحافظة على مكانتها الريادية العالمية في مجال الابتكار، فهو الذي يقود إلى تحويل العلم والتقنية إلى منتجات أو خدمات يمكن تسويقها إلى الآخرين، ذاهبا إلى أن الابتكار لم يعد محتكراً على الدول المتقدمة، فالصين والهند والبرازيل دخلوا بقوة إلى سوق صناعة المنتجات المبتكرة، ومع تحويل مركز الثقل في مجال الابتكار من الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى في منظمة التعاون الاقتصادي إلى الدول النامية، ستصبح الآثار الاقتصادية المترتبة على ذلك هائلة على المدى البعيد.
ويرى الناصر أن آلية التطوير التقني قد تغيرت كثيراً في الوقت الحالي مقارنة بالماضي، حيث كان التغيّر قديما نتاج ابتكارات عشوائية لمخترعين أفراد مستقلين، أما اليوم فنجد أن الشركات والحكومات تركز جهودها على القيام بأعمال الابتكار بطريقة منظمة بغية تسريع خطى التقدم التقني.
وأضاف الناصر أن طبيعة التطور تتصف بالسرعة والقدرة على التأقلم للتلاؤم مع معدلات التطور، فمنذ 20 عاماً كان التطور العلمي محصوراً في أميركا وأوروبا واليابان، حيث كان يصدر عنها 95 % من البحث العلمي في العالم، خلال 20 عاما رأينا تطورا ملحوظا حيث تضاءلت نسبة المشاركين السابقين إلى 76 %، ودخلت الصين والهند والبرازيل وبعض دول شرق آسيا وجنوب أفريقيا وذلك نتيجة لارتفاع نسب استثمار هذه الدول في العلم إلى 3 % وهو ما ستجني نتائجه أجيالها القادمة، مشيرا إلى أنه يستبشر خيراً لأن ميدان البحث والتطوير يشهد اهتماماً متزايداً في العالم العربي، ولكن الطريق مازال طويلاً.
وأكد الناصر أن من التطورات الإيجابية الأخرى زيادة أنشطة التحالفات البحثية العالمية مع بعض الدول العربية، ومن ذلك صندوق الابتكار القائم بين الاتحاد الأوروبي ومصر في وزارة البحث العلمي المصرية، وكذلك صندوق الشرق الأوسط للعلوم في الأردن الذي يشجع الأنشطة الإقليمية المتعلقة بأمن الطاقة والمياه والتقنية، وفي توجه جديد للتركيز على الإنفاق في مجال البحث والتطوير، أعلنت قطر أنها ستنفق 2.8 % من إجمالي الناتج المحلي على البحوث.
وقد أظهرت الدراسات ـ كما أشار الناصر ـ أن علينا توفير 100 مليون وظيفة من أجل استيعاب الشباب، مؤكدا وجوب التفاعل مع هذه الأرقام تفاديا لحصول هزات اجتماعية نتيجة تعطيل قدراتها وعدم استغلالها على الوجه الصحيح.
وفي حديثه عن التعليم المتميز، قال الناصر "إن المجتمعات التي لم تطور شبابها جامعياً ستعاني كثيراً، حيث سيصبح التخصص الجامعي مواكبا لمتطلبات التنمية الاقتصادية، والتعليم العالي يجب أن يرتكز على قاعدة علمية تبدأ بتعليم مدرسي متميز من الطفولة حتى المرحلة الثانوية.