أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي في أثينا أمس أن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية دخلت "أزمة صعبة" بعد فشل واشنطن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وقال عباس إثر لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو "لا شك أن هناك أزمة، أزمة صعبة".
واعتبر مسؤولون فلسطينيون الفشل الأميركي بمثابة لطمة إسرائيلية للسياسة الأميركية. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه لـ"الوطن" إنه "من الواضح أن فشل المساعي الأميركية في السابق تعود أسبابه بالكامل إلى العقبات والاشتراطات التي وضعها نتنياهو، وهو الأمر الذي يستدعي من قبل القيادة الفلسطينية إجراء دراسة حول خيارات المرحلة المقبلة، وكذلك يحتاج بحث هذا الأمر من جوانبه المختلفة مع الأشقاء العرب قبل إجراء أية مشاورات ثنائية مع واشنطن".
وبدأ عباس منذ فجر أمس، مشاورات مع العرب، حيث أجرى اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل وصوله إلى القاهرة مساء أمس، فيما يصل اليوم إلى العاصمة الأردنية عمان للقاء المسؤولين هناك ليعود لاحقا إلى الأراضي الفلسطينية حيث يعقد اجتماعا للقيادة الفلسطينية للتداول.
أما حركة حماس، فاعتبرت أن تخلي واشنطن عن مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستيطان كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات تراجع خطير في المواقف الأميركية، وشرعنة غير مباشرة لاستمرار الاستيطان، حسبما قال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة.
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن تراجع الولايات المتحدة، هو بمثابة إعلان نعي لما يسمى بعملية السلام. وأكد أن إعلان واشنطن هو أمر خطير ويمثل اعترافا بفشل أي قدرة لها للضغط على إسرائيل وفشل نهج التفاوض إلى جانب أنه يمثل نهاية لطريق أوسلو.
ووصف الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح في تصريح لـ"الوطن" الموقف الأميركي "بالتراجع الذي قد يضر بعملية السلام"، متوقعا تعثر العملية و"تمدد الاستيطان على كامل الأراضي الفلسطينية". أما رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشورى المصري، السفير المصري السابق في تل أبيب محمد بسيوني فقال لـ"الوطن" إن "على إسرائيل أن تختار ما بين الاستيطان أو السلام في الشرق الأوسط".