أكد مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور بغرب السودان جمال يوسف إدريس، أن السعودية "تقوم بدور كبير وحيوي في إغاثة وإعمار المناطق المتأثرة بالحرب في دارفور. وأوضح في حديث لـ"الوطن" أمس أن المملكة "ممثلة حاليا في الصندوق السعودي للتنمية تقوم بإعمار 7 قرى كاملة من قرى العودة الطوعية للنازحين بكافة منشآتها وخدماتها من مراكز صحية وأمنية ومحطات مياه ومدارس مختلفة". وأضاف أن "مؤسسة مكة الخيرية تقوم أيضا بإنشاء قرية كاملة يتوفر بها محطة مياه ومدرسة ومجمع زراعي متكامل وباقي الخدمات الضرورية. هذا بجانب الدور الكبير الذى يقوم به الهلال الأحمر السعودى والذي يؤسس لبنية تحتية كاملة بمختلف مناطق دارفور وخاصة في مجال الصحة والبيئة".

وأوضح إدريس أن جامعة الدول العربية تقوم كذلك بإعمار مجموعة من قرى العودة الطوعية، بجانب منظمة آل مكتوم التي قامت بإنشاء مدرسة ومركز صحي في قرية ضحى بابا. وقال إن حكومة سلطنة عمان قامت بإعمار قرية حلوف بإنشاء 40 منزلا ومدرسة ومجموعة من مراكز الخدمات، فيما قامت حكومة الكويت بإنشاء 50 منزلا وبعض مراكز الخدمات. وقال إن برنامج الإمارات الإنساني قام بإعمار قريتين بكافة المنشآت والخدمات الضرورية.

من جهة أخرى أكد رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني محمد عثمان الميرغني أن العمل من أجل الوحدة "لم ينته وقته ولم يفت أوانه"، وأن حزبه سيظل يعمل "حتى اللحظة الأخيرة لتكون نتيجة الاستفتاء لصالح الوحدة". وقال "نرى أن الكونفيدرالية هي الخيار المناسب لشمال وجنوب السودان، على أسس جديدة تعالج الأسباب التي أدت إلى وقوع الانفصال". وأوضح الميرغني أن "حسم نتيجة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان يتوقف بالدرجة الأولى على موقف الشريكين منه، وبالتالي فإن مسؤولية فشل الحفاظ على وحدة السودان تقع عليهما. والمهم لنا هو الحفاظ على الوحدة واستمراريتها في أي صورة من الصور إذا حدث الانفصال". وفيما يتعلق بمستقبل الشمال بعد الانفصال وكيف سيعوض عوائد النفط، أكد الميرغني على أن "الانفصال بلا شك سيكون مصدر ضعف ومدعاة لمشكلات عديدة ستواجه الشمال والجنوب، وستكون كفيلة بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم وتشكل مصدر قلق دائم للعالم بأسره". وتابع "الانفصال لا قدر الله ، إذا وقع، سيؤدي لظواهر سلبية في مقدمتها حالات الاقتتال وازدياد النزوح والتشريد والهجرة وحدوث المجاعات وتفشي الأوبئة والأمراض. ونخشى وقوع فوضى في الشمال والجنوب، ربما تنفجر في أي لحظة".

على صعيد متصل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن الاستفتاء المقرر في منطقة أبيي بالسودان "لن يحصل في التاسع من يناير". وقال "أعتقد أن الفكرة السائدة هي أن هذا الاستفتاء لن يحصل في التاسع من يناير، ولكننا نواصل تشجيع الأطراف على العمل للتوصل إلى حل". وأعرب كراولي عن ارتياحه لمستوى التحضير للاستفتاء العام. وقال "قلنا بوضوح للأطراف إن علاقتهم مع الولايات المتحدة في المستقبل تتوقف على تعاونهم من أجل إجراء استفتاء ناجح وذي صدقية في التاسع من يناير". واعتبر أن تقسيم السودان "سيكون بدون شك الملف الذي سيستحوذ على أكبر قدر من اهتمام العالم في النصف الأول من عام 2011"، مشيرا إلى أن مصير البلاد يتأرجح بين السلام والتقدم من جهة وبين "خطر كبير لعودة الحرب الأهلية" من جهة أخرى.