هربت الطفلة ريمان "10 أعوام" من عصا زوجة الأب وهامت على وجهها في الشوارع حتى عثرت عليها فاعلة خير واصطحبتها إلى المدرسة التي تعمل فيها والدتها، لتكتشف الأم تعرض ابنتها للتعذيب الجسدي.
وفيما وعد الناطق الإعلامي لشرطة الطائف الرائد تركي الشهري بالرد على استفسارات "الوطن" لاحقا، قال خال الطفلة ماجد السفياني: تعرضت ابنة أختي للضرب من زوجة والدها بـ"خيزران"، وأبلغنا الجهات الأمنية ممثلة بشرطة السلامة بالواقعة، كما رفعنا قضية في المحكمة من أجل حضانة الأم لابنتها".
لم تجد الطفلة ريمان البالغة من العمر 10 سنوات مفرا من عنف زوجة أبيها إلا الهروب لتهيم على وجهها بالشوارع حتى شاءت الأقدار أن تلتقي بفاعلة خير فتهتم بأمرها وتصحبها إلى المدرسة التي تعمل بها والدتها، لتكتشف الأم وجود آثار ضرب وتورم بالقدم اليمنى للطفلة وبمناطق حساسة بجسدها مع عدم القدرة على التبول. وقد قامت الأم بنقل ابنتها إلى المستشفى على الفور، وبعد الفحص تبين أنها تعاني من علامات عنف وضرب بقوة وتحتاج للعلاج لمدة لا تقل عن 10 أيام كاستشفاء موقت، مما دفع الأطباء لتنويمها بالمستشفى لتلقي العلاج. وفي حين وعد الناطق الإعلامي لشرطة الطائف الرائد تركي الشهري بأنه سيرد على استفساراتنا لاحقاً، قال خال الطفلة ماجد السفياني خلال زيارة "الوطن" للطفلة بالمستشفى: بعد هروب ابنة أختي من منزل والدها اكتشفنا وجود آثار ضرب وعنف تعرضت له، وبسؤالها عمن فعل ذلك قالت إن زوجة والدها قامت بضربها باستخدام العصا (الخيزران)، فقمنا بإبلاغ الجهات الأمنية ممثلة بشرطة السلامة بالواقعة، إضافة لقيامنا برفع قضية بالمحكمة من أجل حضانة الأم لابنتها وحماية لها من تصرفات والدها، حتى يتسنى لأختي الحصول على صك الطلاق.
وقالت أم ريمان إن ابنتها تعرضت لعنف وضرب أدى إلى إصابتها بحالات من الفزع والبكاء الشديد والكوابيس التي توقظها من النوم في حالة نفسية سيئة، كما أنها تأثرت دراسيا بسبب ما تتعرض له على يد زوجة أبيها وتأخرت عاما دراسيا كاملا, إضافة إلى تغيبها المتكرر عن الذهاب للمدرسة.
وقالت رئيسة الفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة فتحية القرشي لـ "الوطن": فور تلقينا نبأ تعرض الطفلة ريمان للعنف ودخولها المستشفى قمنا بمخاطبة مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحماية الاجتماعية حول ما تعرضت له الطفلة، وطلبنا إفادتهم حيال ما تم اتخاذه من إجراءات لحماية الطفلة مما وقع لها من عنف أسري، كما أننا أوفدنا باحثتين اجتماعيتين قامتا بزيارة الطفلة بالمستشفى لإعداد تقرير متكامل عن الحالة. وأضافت القرشي أن الهيئة قامت بالتواصل مع الحالة ووالدتها، "إضافة إلى قيامنا بمخاطبات للجهات ذات العلاقة، ونحن بانتظار ما يصلنا من مستجدات من تلك الجهات لنقوم باتخاذ الإجراء المناسب الذي يحفظ للطفلة براءتها وحياتها"، مضيفة أنه حسبما وصلهم من معلومات فإن والد الطفلة ادعى بعد أن تم إيقافه من قبل الجهات الأمنية أن والدة الطفلة هي التي قامت بالاعتداء عليها. وأشارت إلى أن الهيئة ستقدم استشارتها لوالدة الطفلة بالمحكمة حتى يتسنى لها رعاية ابنتها بالشكل الصحيح.