اللاعبون السعوديون في العهد القديم، حرثوا الملاعب طولاً وعرضاً وهم محبون موالون للمنتخب وقبله في أنديتهم. الأوضاع المادية في ذلك الوقت ليست شبيهة اليوم، لكنهم كانوا يعشقون كرة القدم، ولذا كانوا يقدمون أفضل فنونها على المستطيل الأخضر. حصلوا على (المكافأة المضاعفة) خلال تمثيلهم للمنتخب السعودي وتحقيقهم للإنجازات، وبعضهم حصل على (التحطيم المضاعف) من خلال تجاهل ناديه لحفل اعتزاله. ومع ذلك يبقون نجوماً لن تنساهم ذاكرة عشاق الكرة ومجانينها. الآن، يبدأ اللاعب صغيراً، بعد سنة أو سنتين أو ثلاث يبدأ بالصعود والنجومية، ثم يتبختر ويتمخطر، ويتكبر حتى يسقط في فخ الغرور أو طريق سنوات الضياع. ثلاثة أمثلة في العهد القريب، تصيب المتابع بالحيرة وتدفعنا للتساؤل: بأي ذنب قتلوا مواهبهم؟ سعد الحارثي من النصر، ياسر القحطاني من الهلال، وأخيراً عبده عطيف من الشباب. ثلاثي مميز ومبدع، كل له تخصصه على المستطيل الأخضر، خفت نجمهم، وبدأوا بالتفاوض على الريال قبل أن يثبتوا أحقيتهم به.
الملايين أصابتهم بالغرور، حتى تحولوا من لاعبين أساسيين في الملعب، إلى أساسيين على دكة الاحتياط. في آخر المحطات المضحكة بدأ عبده عطيف مثلاً برفض التجديد لأخويه مع نادي الشباب، وأخذته العزة بالإثم، فاضطرت إدارة النادي إلى التخلي عنه، ليقوم بالتفاوض (مع نفسه) بعد أن قطع رزقه ورزق إخوته بيده. إذا كنت موهوباً وتم احتضانك، فلا يعني ذلك أن تعتقد أن قيمة موهبتك هي مساوية لقيمة موهبة إخوتك. ياسر القحطاني وسعد الحارثي، كانا نجمين لامعين في المنتخب ومع أنديتهما.
القحطاني نفذ بجلده بعد أن أنقذه الانتقال الخارجي والاحتراف، أما الحارثي فإن مصيراً مجهولاً ينتظره مع ومن نادي النصر في المواسم القادمة. يجب أن تكون هناك شروط جزائية قاسية على اللاعبين، وأن يفتح باب الاحتراف الخارجي بشكل كامل.
ثقافة الكبسة والمفاطيح قبل المباريات الدولية للمنتخب كذلك يجب أن تتوقف، وفي الأندية المحلية، يجب أن يتم الاهتمام بصحة اللاعبين وسلوكهم. اللاعب يبدأ فقيراً ثم ينتهي به الحال مليونيراً، لا يعلم ماذا يفعل بالمال، فتصبح النعمة نقمة عليه، قاتلاً بذلك اسمه وموهبته.