دون بيان ختامي، أنهى رؤساء اتحادات كرة القدم الخليجية واليمن والعراق مؤتمرهم العام الذي عقدوه في عدن أمس مفضلين التسويف ومواصلة تعليق المسائل، وجاء التبرير: ما يزال أمامنا وقت حتى موعد النسخة المقبلة لدورة كأس الخليج مطلع عام 2013.

وفي وقت منحت فيه العراق أحقية تنظيم "خليجي 21" منذ فترة طويلة، بدا في الأفق ما يشير إلى ضبابية في الرؤية حيال الأمر، حيث قرر المؤتمر تشكيل لجنة من أمناء الاتحادات ستقوم خلال الصيف بزيارة البصرة العراقية والاطلاع على المنشآت وما إذا كانت قادرة على القيام بأعباء الدورة، على أن تكون البحرين بديلة حال عدم الجاهزية، فيما كان رئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد يستلهم نجاح التجربة اليمنية في "خليجي 20" وتبديدها للمخاوف والهواجس الأمنية، مؤكداً "العراق استضاف مؤتمرات على مستوى رؤساء الدول العربية ووزراء الخارجية العرب وعدداً من الفعاليات والأنشطة الرياضية وهو قادر على إنجاح "خليجي 21" وهناك خطة عمل تنفذ مبكراً ليكون العراق جاهزاً من كافة النواحي لاستضافة الدورة".

ولأن التنافس عادة يرفض البعض التخلي عنها، دخلت قطر على خط الإمارات في منافسة لاستضافة المكتب التنفيذي لدورات الخليج، بعدما كانت الأخيرة قد اقترحت تشكيل المكتب وأبدت استعداداها لاستضافة مقره.

وجاء التدخل القطري ليجبر أعضاء المؤتمر على الطلب من كلتا الدولتين ملفاً عما ستقدمه كل منهما للمكتب وما ستوفره لخدمته وعلى ضوء ذلك سيتخذ قرار تحديد مقره.

ولم يكن التسويف والتأجيل وحدهما متصدرين لساحة "خليجي 20" أمس، بل بدا الارتباك متشعباً فيما يتعلق بتوقيت انطلاق المباراة النهائية للدورة التي تجمع المنتخب السعودي بنظيره الكويتي اليوم، فبعد أن أعلن جدول الدورة عبر الموقع الرسمي لها أن المباراة ستقام في الثامنة مساءً، استقر الحال أخيراً على انطلاقتها في السادسة.

كما وصل الإرباك حد تمرير معلومات مغلوطة للشارع الكروي عن إقامة مباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع، وهو ما لم تعرفه الدورة حتى الآن منذ تحولها لنظام المجموعتين.




خطوة واحدة أخيرة وينتهي المشوار الذي قطع المنتخبان السعودي والكويتي أكثره سعياً نحو لقب "خليجي 20" التي تختتم اليوم في عدن بلقاء نهائي يستضيفه ملعب استاد "22 مايو".

وقلب المنتخبان الترشحيات التي لم تكن تضعهما في مركز متقدم للقبض على اللقب، ونجحا في الوصول معاً إلى النهائي، بعدما لعبا في المجموعة الأولى في الدور الأول للدورة، حيث تخطيا كل العقبات التي واجهتهما مقدمين أداء قوياً في المباريات الأربع التي خاضهما كل منهما (ثلاث منها في الدور الأول والرابعة في نصف النهائي).

ويتطلع المنتخب السعودي إلى تعزيزه الطيب من عدد مرات الفوز بألقاب الدورة، حيث يحتل حالياً المركز الثاني في قائمة أكثر المنتخبات فوزاً باللقب بواقع ثلاث مرات متساوياً بذلك مع نظيره العراقي الذي ودع الدورة من دورها نصف النهائي.

وحل المنتخب السعودي في المركز الثاني للدورة في خمس مناسبات، كان آخرها النسخة الماضية التي أقيمت في مسقط العمانية مطلع العام الماضي وذهب لقبها للعمانيين، لكن لم يسبق له أن التقى الكويتي في المباريات النهائية للدورة سوى مرة واحدة وذلك في عام 1974، ويومها فازت الكويت 4/صفر.

وبدا أن حنين المنتخب الكويتي للعودة إلى الأمجاد الخليجية كبيراً، وقد قدم مجموعة متميزة من اللاعبين يتطلع إلى أن تعيده إلى عهد الإنجازات الكبيرة، حيث حمل لقب الدورة 9 مرات وهو رقم قياسي، لكنه غاب عنه وعن الوصول إلى النهائي منذ نحو 12 عاماً، وتحديداً منذ فوزه باللقب التاسع عام 1998.

ولم يسبق للمنتخب الكويتي أن خسر نهائي الدورة الخليجية، وهو يركز على هذه السابقة، حيث حل مرة وحيدة في المركز الثاني عام 1979 لكن الدورة كانت تقام حينها بنظام دوري من دور واحد وكانت كل المنتخبات تلعب في مجموعة واحدة، وحينها جاء ثانياً خلف العراق.

ودخل منتخبا السعودية والكويت النسخة الحالية متطلعين في أن يستثمرا مبارياتهما في الاستعداد الجيد لنهائيات كأس أمم آسيا التي تقام في قطر في يناير المقبل، لكنهما نجحا في العبور إلى المباراة النهائية وباتت ملامسة اللقب حقيقة واقعة بالنسبة لكل منهما.

وعلى الرغم من الصحوة التي تعيشها الكرة الكويتية في العام الحالي بعد عقد كامل من الإخفاق وتراجع المستوى، كان الهدف الأول للمنتخب أن يظهر بصورة جيدة، وأن يكتسب مزيداً من ثقة خوض البطولات، واكتساب الخبرة والثقة قبل كأس آسيا.

ونجح المنتخب الكويتي في تخطي الدور الأول متصدراً مجموعته بانتصارين وتعادل ففاز على قطر 1/صفر وعلى اليمن 3/صفر وتعادل سلبياً مع السعودية، وفي نصف النهائي قدم عرضاً رائعاً وفاز على العراق بضربات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل 2/2، وهو يأمل بالتتويج العاشر، لكن مهمته ستكون بالغة الصعوبة أمام قوة وتماسك وجماعية الأخضر.

ويعتمد مدرب المنتخب الكويتي، الصربي توران على لاعبين برزوا بقوة خلال الدورة يتقدمهم النجم بدر المطوع، وفهد العنزي وحمد العنزي ويوسف ناصر والحارس الخبير نواف الخالدي.

في المقابل يركز المنتخب السعودي على حماسة لاعبيه التي تشكل حجر الرحى في منهجية مدربه البرتغالي جوزيه بيسيرو، والذي نجح مع المجموعة التي دفع بها إلى الدورة في بلوغ النهائي، معتمداً على توليفة من الشباب وعناصر الخبرة، والذي نجح في التأهل من الدور الأول بعد فوز افتتاحي كبير على اليمن 4/صفر ثم التعادل سلبيا مع الكويت و1/1 مع قطر، قبل أن يقصي نظيره الإماراتي من نصف النهائي بهدف وحيد.

يذكر أن المنتخبين لعبا 18 مرة في تاريخ مشاركاتهما بكأس الخليج كان آخرها في الدور الأول للدورة الحالية، وكان الفوز من نصيب المنتخب الكويتي في سبع مواجهات ومن نصيب الأخضر في أربع مباريات مقابل سبعة تعادلات.