شاحنات محملة بالمياه تنطلق من بلادنا نحو الدول المجاورة.. كيف تستقيم المعادلة: نشتكي الجفاف، ومياهنا يتم تصديرها للخارج؟ ما زالت المشكلة قائمة.. حينما تمر الشاحنة نلتفت نحو الجهة الأخرى حتى تمر! سبق أن تحدثت عن ذلك إن أسعفتني الذاكرة.. هذه اللحظة دون مبالغة.. كثير من محلات التموينات الكبرى في دول الخليج ـ بما فيها الأردن ـ تمتلئ بالمياه المعدنية المستخرجة والمعبأة في بلادنا! في 12 مايو 2005 نشرت صحيفة الشرق الأوسط مانشيتا صحفيا يقول: مشروع لاستمطار السحب والقضاء على الجفاف في السعودية.. في نفس الخبر تصريح لأحد مسؤولي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يقول فيه: "مشروع استمطار السحب يستهدف الحد من مخاطر الجفاف الذي تعاني منه بعض المناطق السعودية". إن موجة الجفاف التي تشهدها المملكة ـ وهنا أستند حرفياً على موقع الرئاسة ذاتها ـ تعتبر من أسوأ حالات الجفاف التي تعرضت لها، وذلك من واقع المعلومات المناخية على مدى الثلاثين عاماً الماضية.. مرة أخرى: كيف تستقيم المعادلة؟ بلد تعاني الجفاف ـ أو قل أسوأ موجات الجفاف ـ حسب التصريحات الحكومية الرسمية، ومع ذلك يتم التغاضي عن هؤلاء التجار الذين يمتصون مياه أرضنا ويصدرونها للخارج؟ تجاوزنا الحديث عن الهدر المبالغ فيه في الداخل؛ يقينا أن هذا أمر مرتبط بالوعي الجمعي وتغيرات وتوجهات المجتمع.. لكننا لا نستطيع تجاوز هذه الشاحنات التي تسابقنا على طرقنا الدولية! من المسؤول.. هل هي وزارة المياه التي تحثنا على الحفاظ على مواردنا المائية، أم هي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي تحذرنا من جفاف غير مسبوق؟