مقال اليوم كان بعنوان "الصحفيون القدماء" على غرار (المحاربون القدماء)، إلا أن رسالة جاءتني في مطلع الأسبوع الماضي من قارئ "الوطن" الدائم الأخ الأستاذ نايف بن محمد مرعي من جدة، يطلب الإيعاز إلى هيئة الطيران المدني بالنظر عاجلاً في مشكلة العفش المتخلف للركاب القادمين عبر صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، والذي تسبب في حالة من الارتباك والفوضى بعد ظهور روائح كريهة لوجود أطعمة كاللحوم وغيرها داخل بعض هذه الحقائب العائدة للمعتمرين من خارج المملكة، والتي امتلأت بها أربعة مستودعات خاصة بخدمات العفش.

قلت في نفسي: لن يأتي مطلع الأسبوع القادم ـ موعد نشر المقال ـ إلا وقد أصبح الموضوع بائتاً كالأطعمة البائتة في حقائب المعتمرين، إذا لأكتب عن الحديث الذي دار بيني وبين الأستاذ عبدالله آل الشيخ مستشار سمو الأمير سلطان بن سلمان للسياحة والآثار، فالموضوع ليس بعيداً طالما هو عن الصحافة قديماً والسياحة حديثاً، بيد أن الأخ نايف فاجأني في نهاية الأسبوع نفسه برسالة أخرى يقول فيها: "إن آخر المستجدات عن حقائب المعتمرين والمعتمرات: وجود 100 عربة مثقلة بالحقائب، ومتروكة في الصالة الشمالية بالمطار نفسه، وقد صدر أمر إلى عمال النظافة ليقوموا برمي ما يزيد على ثلاثين عربة منها بحاويات النفايات (وهي غير حقائب الأطعمة) لتتولى الجهات المسؤولة التخلص منها، في الوقت الذي قام فيه عمال النظافة بنبشها بحثاً عن غنائم".

طلبت من الأخ نايف بن محمد مرعي أن يدعم كل ما قاله لي بالصور، فأرسل إليّ من الصور ما يثير مشاعر الألم والمأساة معاً، حتى إنني تمنيت لو لم أكن طلبته.

كما أضاف قائلاً: "إن مطار الملك عبدالعزيز بجدة يستقبل في اليوم الواحد ما يقارب 500 رحلة جوية، لم يستطع معها حفظ جميع حقائب زوار بيت الله الحرام، فيقوم بترك بعضها فوق رصيف المطار استسلاما للأمر الواقع، فهل هذا هو الحل؟!".

قلتُ:

حينما تجد صعوبة في قول الحق، فلا يعني أن السكوت أسهل.