أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن بلادها لا تزال تعمل على استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط على الرغم من تصريحات فلسطينية عن انهيار المفاوضات مع إسرائيل. وقالت كلينتون في البحرين حيث تحضر مؤتمرا أمنيا "الولايات المتحدة تعمل بقوة لتوفير الظروف التي تسمح للأطراف بالتفاوض للوصول لتسوية نهائية".

وكان مسؤول فلسطيني كبير قد قال أول من أمس في تقييم قاتم للجهود المتعثرة لاستئناف محادثات السلام إن الولايات المتحدة يجب أن تلوم إسرائيل على ما وصفه بأنه "انهيار" لعملية السلام. وأكدت كلينتون في اجتماع مع وزير خارجية البحرين أن واشنطن لا تزال تسعى لاستئناف المفاوضات لكنها لم تقدم تفاصيل حول الخيارات المحتملة المقبلة. وأضافت "الأمر كما سبق أن قلت ليس سهلا. لو كان سهلا لكنا انتهينا منه الآن".

وحثت كلينتون الدول العربية على تعزيز دعمها لعملية السلام وخاصة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية التي تحاول إعداد نفسها لتصبح حكومة كاملة. وقالت "إنهم يبنون المؤسسات الضرورية لقيام دولة مستقلة تتمتع بمقومات البقاء ويمكنها أن توفر الأمن والقانون والنظام والخدمات الضرورية للشعب الفلسطيني".

وأضافت "يدخل هذا أيضا ضمن توفير الظروف الملائمة لإحلال السلام وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. ولدول المنطقة على وجه الخصوص دور مهم".

وقال مسؤولون فلسطينيون إن خططا أعلنتها إسرائيل الأربعاء الماضي للبناء بالقرب من القدس الشرقية أظهرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد استئناف محادثات السلام. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "حان الوقت كي تبلغ الإدارة الأميركية العالم بأن إسرائيل تتحمل مسؤولية انهيار عملية السلام هذه".

وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة أعربت للحكومة الإسرائيلية عن قلقها حول إعلانها عن بناء 625 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية.

وأكد كراولي أن ذلك يقوض الثقة التي رأى أنها ضرورية لإعادة الأطراف مجددا إلى المفاوضات المباشرة ولتحقيق تقدم فيها. وأشار إلى أن القنصل الأميركي العام في القدس المحتلة التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأطلعه على مسار المحادثات الأميركية مع إسرائيل.