قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيجنيو بريزنسكي إنه يعتقد أن هناك "أجندة" استخبارية واضحة خلف نشر وثائق "ويكيليكس". وقال بريزنسكي في حوار مع محطة الإذاعة الوطنية العامة بالولايات المتحدة أول من أمس إن الوثائق التي تسربت أثارت عددا من الأسئلة. وأضاف "هناك أزمات معينة لم تنشر المنظمة أية وثائق بشأنها. وهناك وثائق حجبت عن النشر أو انتزعت من سياقها. وهناك وثائق كانت تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية ومن ثم فقد رفضت المنظمة نشرما يناقضها ثم هناك وثائق نشرت في صحف بدول العالم ولم تضعها ويكيليكس على موقعها من الأصل".
وأشار بريزنسكي إلى احتمال أن يكون هناك أكثر من مصدر للوثائق التي نسبت إلى الخارجية الأمريكية. وقال "لا أستبعد أن تكون هناك أجهزة مخابرات كبيرة تقف وراء نشر الوثائق على النحو الذي نشرت به. لقد نشرت وثائق تستهدف زعزعة استقرار دول معينة والإساءة إلى علاقتنا بدول أخرى".
وتساءل بريزنسكي عن السبب الذي دفع "ويكيليكس" إلى عدم نشر الوثائق فور الحصول عليها وقال في ذلك "مضى وقت طويل منذ أن حصلت المنظمة على الوثائق. والسؤال هنا هو ماذا كان يحدث خلال ذلك الوقت؟. من الذي درس الوثائق واختار ما ينبغي نشره وما ينبغى عدم نشره ومن أضاف إليها وثائق أخرى من مصادر أخرى؟ إن هناك وثائق نشرت لم تخرج أصلا من "ويكيليكس" وهو أمر محيّر".
وقال بريزنسكي، إن هناك "خطأ عاما بالغ الدلالة" ينظم ما نشر من وثائق وما حجب منها وقال "الخارجية تعرف أن هناك وثائق أخرى سرقت ولكنها لم تنشر. هناك مثلا وثائق تفيد بضرورة التركيز على دور الصين في الحفاظ على استقرار منطقة جنوب شرقي آسيا ولكن ما نشر مثلا هو ما قاله مسؤول صيني من أن بلاده ترى ضرورة توحيد الكوريتين تحت قيادة كوريا الجنوبية. إن ذلك ينسف تأثير بكين لدى كوريا الشمالية ويضعف من قدرتها على إبعاد بيونج يانج عن إثارة المشكلات. لقد كانت بعض التسريبات مبرمجة بذكاء لتحقيق أهداف بعينها. وأعتقد أن هناك أجهزة مخابرات درست الوثائق قبل نشرها وحددت ما ينشر منها".
وكان تلميح بريزنسكي إلى أن قضايا مهمة لم ترد فيما نشر من وثائق يشير بصورة غير مباشرة إلى الأزمة التي نشبت بين إدارة الرئيس باراك أوباما والحكومة الإسرائيلية خلال العام الأول من إدارة أوباما حول تجميد المستوطنات. ولم ترد في وثائق "ويكيليكس" وثيقة واحدة عن تلك الأزمة التي وصفت وقت حدوثها بأنها الأخطر في مسار السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية.
لقطات
•هناك أزمات معينة لم تنشر أية وثائق بشأنها.
•وثائق حجبت عن النشر أو انتزعت من سياقها.
•من الذي درس الوثائق واختار ما ينبغي نشره وعدم نشره؟
•من أضاف إلى الوثائق وثائق أخرى من مصادر أخرى؟.
