تطرق إماما وخطيبا الحرمين الشريفين في خطبتي الجمعة أمس إلى انقضاء عام 1431 واستقبال 1432، مبينين أن ذلك عظة واعتبار لأصحاب العقول، وذكرى للمتدبرين وبيان للمتأملين.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط في خطبته أمس: "في وداع عام مضى وعلى أعتاب عام جديد يقف أولو الألباب وقفة اعتبار فينظرون إلى هذه الشمس تغرب كل يوم من مشرقها ثم تغرب في نهايته وينظرون إلى هذا الهلال يولد صغيرا أول الشهر حتى إذا استكمل نموه أخذ في النقص حتى يتوارى عن الأنظار. هنالك يستيقنون أن هذا مثل الحياة الدنيا في زهرتها وزينتها, ومثل أعمال بني آدم في الفناء والانقضاء وهي حقيقة بينة على كل لبيب".

وأضاف: "إن إدراك هذا المعنى يحملهم على النظر فيما قدموا لأنفسهم طيلة أيام عامهم الماضي بسلوك سبيل المحاسبة للنفس لاستصلاح الفاسد، وإقامة المعوج بالثبات على الطريق".

وبين خياط أن في الشباب والصحة والغنى والفراغ من الشواغل قوة وعزيمة ونشاطا وتفرغا وكمال توجه إلى كل خير، وفي أضدادها من الهرم والضعف وفتور العزم ما يقعد بصاحبه عن ذلك ويعقبه من الحسرة ما يكدر عيشه وينغص حياته.

وقال: "إن من شأن العاقل اليقظ ألا يُضيّع شيئا من عمره بالبطالة التي يذهب معها العمر سدى بغير فائدة في الدين والدنيا، أو بالجهالة التي تحمله على اتباع الهوى لعدم معرفة ما يضره.

وأوضح خياط أن خير ما يستقبل به العام الجديد استهلاله بالطاعات وألوان القربات ومن أظهرها صيام محرم الذي هو أفضل الصيام بعد رمضان وأكده صوم عاشوراء.

وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبته أمس: "إن الأعوام تتعاقب والشهور تتوالى، والأعمار تطوى، والآجال تقضى، وإن في استقبال عام وتوديع آخر غرس للمتأملين وذكرى للمتدبرين، فحق على المؤمن الموقن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه وتقييم مسارها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها".

وأضاف: "أن المتقين في كل زمان وحين لا يزدادون بالأعوام إلا خيرا وبرا ولا تمر به السنون إلا وهو في مسارعة للخيرات واغتنام للصالحات".

وحذر آل الشيخ من تضييع الأعمار سدى ومن تفويت السنوات غثاء، حاثا في خطبته المسلم على اغتنام كل وقت في اكتساب الحسنات والمبادرة إلى الصالحات.