رغم حالة الانقسام بين مؤيد ومعارض لمنهجية مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم، البرتغالي خوزيه بيسيرو في الاعتماد على عناصر شابة أوصلت المنتخب لنهائي "خليجي 20" الذي يختتم غداً في عدن، يذهب أمين عام الاتحاد السعودي للعبة فيصل العبدالهادي ليؤكد أن المدرب أراد أن يوجه رسالة محددة من خلال هذا التشكيل الجدلي الجديد.

ويرى العبدالهادي أن رسالة بيسيرو تختصر في "راجعوا أنفسكم"، وأنها موجهة لجميع اللاعبين الذين يظنون أنهم حجزوا لأنفـسهم مقاعد ثابتة في تشكيل المنتخب، مـشددا عـلى أن منهجـية بيسيـرو تفيد بأنه لا شيء مضمونا، وأن الجد والعطاء هما الفيصل في الاعتماد على هذا اللاعب أو ذاك.




وضع أمين عام الاتحاد السعودي فيصل العبدالهادي النقاط على الحروف وهو يؤكد أن مدرب المنتخب الأول خوزيه بيسيرو يعمل وفق رؤية ومنهجية واضحتين، وأنه وجه رسائل واضحة عبر اعتماده على التشكيل الذي شارك به في "خليجي 20" للاعبي هذا المنتخب ولبقية اللاعبين الآخرين بأنه ليس هناك شيء مضمون، وأن الجد والعطاء هما الفيصل في الاعتماد على هذا اللاعب أو ذاك.

وبين العبدالهادي أنه يتطلع إلى الوصول بالأمانة العامة للاتحاد إلى آفاق أكثر رحابة، تركز على العمل الآلي والتقنية ومنهجية المؤسسات. مشددا على أن الكرة السعودية تستحق فعلا مزيدا من الممثلين في التنظيمات الدولية الكروية بالنظر إلى الثقل الذي تتمتع به على المستويين القاري والدولي.

ورأى العبدالهادي أن وضع روزنامة للمسابقات المحلية بلا تعديل أو تأجيل أمر متاح، بل وسهل، شرط ألا يأتي من يطالب بفسحة أكبر للراحة والاستعداد، فاتحا الباب أمام كل من يمكن أن يساهم في وضع هذا البرنامج للإدلاء بدلوه في هذا الصدد.

ورفض العبدالهادي مقولة "الفشل" في توصيف عدم تأهل المنتخب الأول إلى مونديال جنوب أفريقيا الفائت، مركزا على أن مجرد هدف واحد لا يمكن أن يحقق إنجازا أو يسم عملا متكاملا بالفشل.

كل هذه الحكايات وغيرها يكشف عنها العبدالهادي في السطور التالية:

بداية نبارك لكم تأهل الأخضر إلى نهائي "خليجي 20"؟

مبروك للجميع، فمن المهم أن أقول إن الجميع ساهم في التأهل من اتحاد كروي وجهاز فني ولاعبين وإعلاميين وجمهور، الكل دون استثناء، بما في ذلك الأندية التي لعبت دورا كبيرا في تدعيم صفوف المنتخب بنجومها وعلى رأسها رؤساؤها.

كيف رأيتم المشاركة السعودية في "خليجي 20"؟

أجدها مشاركة من أجمل المشاركات، لقد حضرت من قبل ثلاث كؤوس للعالم، وثلاث كؤوس آسيوية، وثلاث كؤوس خليجية، وحضرت بطولات أخرى عدة، وتصفيات على مستوى العالم أو القارة أو بطولات قارية أو إقليمية،

وبكل أمانة لم أجد مثل طيبة الشعب اليمني وكرم ضيافته الذي لا أستطيع وصفه بالكلمات، وعلى الرغم من تواضع إمكانياته المادية إلا أنني شهدت كرما كبيرا، الكل يريدك أن تشاركه غداءه أو عشاءه وأشياء أخرى معبرة كثيرة لا يقوم بها سوى كريم الطبع والنفس والأصل وهذا ينطبق على كل فرد يمني.

لقد كانت الدورات السابقة رسمية، وهذا لا يعني أنني أتنكر لأحد، بل كل الشعوب الأخرى طيبة وأصيلة، لكن أقصد نسبة وتناسب.

كما أشيد بالجماهير اليمنية، فعندما كنا نفوز على منتخب كان الأمر يحتاج إلى تواجد أمني مكثف لنتمكن من إخراج لاعبينا من بين جماهير ذاك المنتخب، أما هنا فعندما فزنا على اليمن بأربعة أهداف قامت الجماهير اليمنية تزف منتخبنا، وهذا لا يمكن تفسيره بأنه جمهور لا يعي حقوق منتخب وطنه، بل على العكس هذا يعني أن المشجع اليمني إنسان يؤمن بأن الرياضة هي رضا، حيث يعود إلى أصله بعد انتهاء المباراة.

هل كانت مشاركة المنتخب باللاعبين الشباب مكسبا للكرة السعودية لتعزيز القول إنها تملك أكثر من منتخب أم إهدارا لفرصة تحضيرية لكأس أمم آسيا؟

هذه فرصة كبيرة للمدرب الذي استطاع من خلال هذه التشكيلة أن يدق جرس الإنذار للاعبين الآخرين، فاللاعبون البارزون في هذه الدورة سيمثلون قلقا للاعبين آخرين لم يشاركوا في "خليجي20" وهم يعون هذا تماما.

هل ترى أن هناك من ضمن الانضمام إلى تشكيلة المنتخب المشارك في أمم آسيا؟

لا أحد يضمن مشاركته في المنتخب مع هذا المدرب، في أول مباراة مع اليمن كان من المفترض الثبات على التشكيلة، لكنها اختلفت في المباراة الثانية وفي الثالثة، وكأنه يقول له "انتبه أنت بحاجة إلى مراجعة نفسك".

الاختيارات تعتمد على التقييم الفني للاعب وعطائه داخل الملعب دون أي مجاملة من المدرب لأي لاعب كان.

بسيرو أثار انقسام الشارع الكروي السعودي حينما اختار التشكيلة، هل ترون أنه حقق الأهداف المرسومة للتعاقد معه؟

ـ لا يوجد انقسام في الوسط الكروي أو الإعلام الرياضي، لكن هناك من نادى بلاعبين آخرين، وبيسيرو لديه سياسة معينة ويريد أن يطبقها، وكما يحترم وجهة نظر الإعلام على الإعلام أن يحترم وجهة نظره.

إنما أشدد هنا على أن الشخص الذي ينتقد لا ينتقد في نهاية المطاف دون أن يكون على علم ماذا صنع بيسيرو كمدرب طوال فترة مضت، لم أجد في الواقع شخصا تساءل، لماذا بيسيرو اختار هذه المجموعة حتى الآن، ولكي ينتقد الشخص لا بد أن يعرف كل حيثيات الموضوع من وإلى، وتوجهات المدرب تصب كلها في مصلحة المنتخب.

تركز النقد عليه في أن مدة التجهيز كانت قصيرة، ولم يختر أسماء كان يفترض أن يختارها، أرجو أن يطلع الشخص الذي ينتقد كل جوانب الموضوع من بدايته حتى نهايته.

أنت ماذا تقول، لماذا اختار بيسيرو هذه التشكيلة؟

بيسيرو يريد أن يكوّن مجموعة أخرى إلى جانب المجموعة الأولى، فلا يمكن أن يزيح المجموعة التي شاركت في تصفيات المونديال ويأتي بمجموعة أخرى يشارك بها في أمم آسيا، كل أفراد المجموعتين قابلة للمشاركة في البطولات، وهو يريد أن يبين أن المنتخب لا يتوقف عند لاعب، ويثبت أن لديه منتخبين قادرين على المنافسة.

هل تعتقد أن الأخضر فشل في التأهل للمونديال الأفريقي أم إنه مجرد إخفاق؟

نعم ليس فشلا، فمنتخبنا وصل إلى مونديالات عدة، ماذا عسانا أن نقول عمن لم يتأهل أو حتى ينافس.

كان بيننا وبين التأهل هدف، ونحن لسنا بحاجة إلى هدف لتحقيق إنجاز، ولا يعني عدم تحقيق هدف أنه فشل، منتخباتنا شاركت في كثير من المناسبات وبلغت نهائيات عدة، وعلى مستوى الفئات العمرية لعب ناشئونا في نهائيات خليجية وشبابنا وصلوا إلى مونديال كولومبيا، فهل لأن الأخضر لم يتأهل إلى كأس العالم أصبح فشلا.. هذا خطأ إعلامي في التعاطي مع المنظومة، فلا يمكن لعدم تسجيل هدف أن يعصف بعمل اتحاد كامل، هذا التقييم ليس علميا أو مهنيا.

وأكبر دليل على ذلك هذه المنتخبات التي جاءت إلى هنا وهي متكاملة العناصر مثل العراق وقطر وعمان التي لم تتأهل، المنتخب الإماراتي أتى بظروف متشابهة مع منتخبنا وتأهلنا على حسابه على الرغم من أنني كنت أتوقع أن تشهد المباراة عدة أهداف.

أقول إن عدم تأهلنا إلى المونديال الأخير قضاء وقدر، وعلينا أن نتقبله إيجابيا، ونعترف أن الإعلام يردد ذلك من باب الود والحب، وهي دفعة منه للعمل بشكل صحيح.

لفترة سادت أفكار عن توحيد المدارس التدريبية للمنتخبات ثم تغير الحال، ما مزايا هذا التوحيد وعيوبه في رأيك؟

من مزاياه أن اللاعب عندما يتدرج من فئة إلى أخرى لا تختلف عليه الطريقة، ومن عيوبه أن اللاعب يكبل بطريقة واحدة.

كذلك لا يوجد في أنديتنا توحيد مدارس، فهذا النادي لديه مدرب برازيلي والآخر لديه مدرب أوروبي، فحتى نوحد لا بد أولا أن يبدأ التوحيد من الأندية، وفي المنتخب يصعب ذلك، وفي ظل نظام الاحتراف لا توجد معسكرات طويلة بل أصبحت لا تتجاوز خمسة إلى ستة أيام.

تتحمل أمانة اتحاد القدم مسؤولية كبيرة في تنظيم اللعبة، وتحدثت سابقا أنك أحدثت نقلة في عملها، ما أبرز ما حققته؟

لست وحدي في الأمانة، كل أعضائها ساهموا في النقلة، فسياسة الاتحاد تتماشى مع متطلبات عمل الأمانة العامة.

بعد تطبيق نظام الاحتراف كان لا بد من تطبيق مواصفات معينة للأندية التي ستشارك في بطولة دوري أبطال آسيا، المملكة حصلت على أربعة مقاعد في أول وثاني وثالث سنة، وهذا دليل على أن الاتحاد السعودي والأندية السعودية ليست بعيدة عن الاتحادات التي يضرب بها المثل كالاتحادين الياباني والكوري، علما بأن الاتحاد الآسيوي لا يجامل وهو يعتمد في تقييمه على المعايير.

ما تطلعاتك التي تسعى إلى تحقيقها في عمل الأمانة؟

أولا تحققت نقلة جيدة هي وضعية تماشينا مع احتياجات الاتحاد الآسيوي، وثانيا أطمح إلى أن يصبح اتحادنا يعمل بشكل آلي، فلا اجتهادات شخصية، بل يكون العمل من خلال منظومة متكاملة، نريد أن نصل إلى مرحلة بأن من لا يستطيع أن يقوم بالمهام المناطة به ولا يمكن الاستفادة منه لا يستمر.

تصطدم الكرة السعودية بعراقيل التأجيل والتعديل والتقديم والتأخير، هل يمكن أن نصل يوما إلى روزنامة بلا تعديلات؟

سهل جدا، لكن يجب ألا نطالب الاتحاد بعمل روزنامة ثم تأتي الأندية وتطالب بزيادة عدد أيام الراحة في المشاركات الخارجية أو تأجيل وتقديم، لا مشكلة لدى لجنة المسابقات ورئيسها فهد المصيبيح رجل مهني، هو ومن معه يقومون بعمل رائع في اللجنة.

وأود أن أعلن هنا عبر صحيفة الوطن أن أي شخص أو ناد يريد أن يشارك في وضع آلية ولديه الاستعداد أن يساهم في وضع روزنامة نرحب به بشرط أنه إذا اتفقنا فلا تتغير.

هل تأجيل ثلاث جولات من دوري زين كان رضوخا لضغوط إعلامية؟

لا، الجولات الثلاث كانت مرتبطة بمشاركة المنتخب بكأس الخليج، فنحن إلى قبل أسبوع من انطلاق الدورة لم نكن متأكدين من قيامها باليمن، ليس كاتحاد سعودي، بل بسبب اتحادات أخرى، واللائحة تقول إنه لا يمكن إقامة الدورة بأقل من خمسة منتخبات وهذا ترك نوعا من عدم الاستقرار.

للكرة السعودية ثقل قاري ودولي، لكنها تفتقد للممثلين في التنظيمات القارية والدولية، هل هناك عمل في هذا الجانب؟

ـ اتفق معك تماما، وهذا سؤال في محله، فالمملكة تمثل ثقلا ومكانة كبيرين، ولكن للأسف لا يوجد ممثلين بالشكل العددي المطلوب، ولدينا فقط اثنان هما حافظ المدلج ومحمد النويصر في الاتحاد الآسيوي، وقد تناقشنا مع المسؤولين في الاتحاد الآسيوي، وأعتقد أنه في التشكيل المقبل سيكون لدينا أكثر من اثنين.