أدهش الجمهور اليمني الجميع في مباريات "خليجي 20" بمؤازرته لجميع منتخبات الدورة، وتفاعله الملفت مع كل جملة كروية جميلة، وتعابير الفرح التي يطلقها مع كل هدف بغض النظر عن هوية شباك المنتخب التي تستقبله سواء أكان منتخب بلاده أو منافسه، حتى إنه في إحدى مباريات الدورة أبدى فرحته العارمة في المدرجات عند احتساب حكمها لضربة جزاء لصالح أحد المنتخبات، وعندما أضاعها منفذها تحولت الإشادة والمساندة إلى حارس مرمى المنافس لبراعته في صدها.

وبقدر ما ترك هذا الأمر انطباعا جميلا لدى جميع القادمين إلى عدن من مسؤولين ولاعبين وإعلاميين، بنفس القدر الذي أبدوا فيه تعجبهم من الجمهور اليمني وهو يطلق العبارات والتعليقات الطريفة على نتائج وأداء منتخبه.

هذه المتناقضات الجميلة من قبل جمهور كان بمثابة "ملح الدورة"، كشفته مبكرا الخسارة اليمنية الأولى أمام السعودية بعد تبادل معظمهم "النكات" حول منتخب بلادهم عبر رسائل الجوال القصيرة، وكان توالي الخسائر بعدها أمام منتخبي الكويت وقطر، قد تسبب في رواج "دعابة" أخرى عبر رسائل الجوال جاء في مضمونها "أحبك حب البدوي للعزايم وحب المنتخب اليمني للهزايم".

وبعد فوز برشلونة على ريال مدريد بخمسة أهداف نظيفة في مباراة "الكلاسيكو" الإسباني، خرجت الجماهير اليمنية تطوف الشوارع بسياراتها رافعة شعارات برشلونة، وهو الوضع الذي زاد من دهشة الجميع، بعد أن لمس مجدداً عشق هذا الجمهور وتشجيعه حتى للفرق الأوروبية وتبادل الجميع رسالة جوال قصيرة تقول "خبر عاجل.. اليمن تطالب بلعب مباراة ودية مع ريال مدريد نظرا لتقارب مستوى الفريقين وأداء اللاعبين".

وتواصل عشق الجماهير اليمنية ومؤازرتها لكل ما هو كروي عندما خرجت أول من أمس للاحتفال بفوز قطر باستضافة مونديال 2022، وانتظمت حتى وقت متأخر من الليل في مسيرات ترفع الأعلام القطرية ابتهاجا بالفوز القطري، في بادرة جميلة أرادت من خلالها أن تشارك القطريين سعادتهم وأن تشعرهم بأن خروج منتخبهم المبكر من منافسات الدورة التي أقامتها بلادهم اليمن، تم تعويضه بنيل هذا الشرف الكبير كأول دولة خليجية عربية تستضيف نهائيات كأس العالم، وأشاد يمنيون كثر بقطر وأنها تستحق فعلا هذا الفوز لأن ملفها كان رائعا ومشرفا للعرب.

وفي هذا الصدد، ذكر إعلامي كويتي كان سعيداً بفوز منتخب بلاده على العراق أول من أمس "فوز قطر باستضافة كأس العالم يجعلنا نخجل أن نحتفل بالفوز بمباراة".