فرضت قوات الاحتلال إجراءات صارمة على قاصدي المسجد الأقصى، حيث منعت من تقل أعمارهم عن 40 من المقدسيين ممن يحملون الهوية الزرقاء من الدخول وأغلقت جميع بواباته، مبقية على اثنتين فقط، مما اضطر مئات المصلين الشبان، بدءا من صلاة الفجر، لأداء الصلوات على الطرق المؤدية إلى المسجد وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال بعد إعلان جماعات يهودية متطرفة نيتها القيام باقتحام المسجد بمناسبة عيد الأنوار(الحانوكاه) اليهودي.
وفي الوقت الذي تم فيه حرمان المصلين الشبان من دخول المسجد، قالت مؤسسة "الأقصى" إن قوات الاحتلال سهلت دخول أربع مجموعات قوامها 105 مستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في تمام الساعة الثامنة صباحا، حيث قام المستوطنون بالتجول داخل ساحات المسجد الأقصى ويحاولون أداء بعض الشعائر التلمودية.
وكانت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قد حذرت من دعوات لجماعات يهودية متعددة لاقتحام المسجد الأقصى، وتنظيم أيام دراسية ومحاضرات حول الهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى ابتداء من يوم أمس وعلى مدار أسبوع كامل، بمناسبة ادعاءاتهم بـ" تطهير الهيكل".
من جهته قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال الخطيب إن هناك دعوة رسمية من قبل جماعات يهودية متطرفة لاقتحام الأقصى. وأضاف" هناك إغراءات مادية قدمها المتطرفون اليهود للمستوطنين، متمثلة بوجبة غداء كاملة ومبلغ 50 شيكلا، وذلك من أجل تحفيزهم على المشاركة في اقتحام الأقصى وتدنيسه".
وأكد الخطيب أن تلك "المحاولة ليست الأولى من نوعها"، مشيراً إلى أنها "تأتي في سياق الممارسات الإسرائيلية المتواصلة لتهويد المسجد الأقصى وادعاء أن القدس يهودية،" وقال"موقفنا واضح من تلك الاقتحامات المتكررة وذلك بالدفاع عن المسجد الأقصى من تدنيس اليهود المتطرفين".
ودانت اللجنة الأردنية لشؤون القدس الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأماكن المقدسة في مدينة القدس وبخاصة ضد المسجد الأقصى.
وأوضحت اللجنة في بيان أمس أن استمرار هذه الاعتداءات يشكل انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم الاعتداء على المقدسات الدينية. ودعت اللجنة المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات تكفل حماية الأماكن المقدسة في الأراضي العربية المحتلة وتضع حدا لمسلسل العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى الذي يحظى بمكانة رفيعة لدى ملايين المسلمين في العالم.
واستنكرت اللجنة التهديدات الصادرة عن متطرفين صهاينة لاقتحام المسجد الأقصى وتنظيم أيام دراسية ومحاضرات حول الهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى المبارك.
على صعيد آخر استمر منع قوات الاحتلال رفع الأذان من على مآذن المسجد الإبراهيمي الشريف، وإخضاع المصلين لتفتيشات قبل الوصول إلى المسجد. واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية محمود الهباش السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي، وطالب أبناء محافظة الخليل بالاستمرار في أداء الصلوات في الحرم الإبراهيمي وحمايته من المخططات الإسرائيلية المتتابعة للاستيلاء عليه، بالإضافة إلى قيام المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات المتعلقة بحماية الأماكن المقدسة.