تعد الحالة الصحية لطلاب المدارس من أهم مؤشرات النجاح للعملية العلمية التعليمية، ومن هنا يرى بعض التربويين أهمية تواجد الطبيب المقيم كليا أوجزئيا في المؤسسات التربوية، ففي سن المدرسة يكون الطلاب أكثر عرضة للإصابات والحوادث، والتي تتطلب تدخلا عاجلا من قبل طبيب مختص، أو ممرض مقيم في المدرسة.

وترى مديرة الصحة المدرسية بمحافظة القريات عواطف العماش "ضرورة تواجد الطبيب المقيم أو الممرض في المؤسسات التربوية، حيث تقول: "من واقع عملي وتجربتي في الصحة المدرسية أرى ضرورة وجود الوحدة المدرسية الصحية بهدف ضمان صحة منسوبي التربية والتعليم، وبالتالي صحة المجتمع المدرسي بأكمله من خلال مرجع صحي معتمد".

وتضيف العماش أن "وجود الوحدة الصحية المدرسية خارج المنشأة التعليمية يتسبب في نوع من المعاناة، والعبء على ولي الأمر، كما يتسبب ذلك في خطورة على الطالب الذي قد تستدعي حالته تدخلاً سريعاً، ولايتم ذلك إلا من خلال الطبيب أو الممرض المقيم".

وأشارت إلى أهمية وجود وحدة صحية مصغرة في كل مبنى مدرسي تتمثل في وجود عيادة مصغرة، ووجود ممرضة متمرسة، حيث يحل ذلك ويعالج أغلب الإشكاليات الصحية التي قد يتعرض لها الطلبة، وتستدعي التدخل العاجل من إسعافات أولية وغيرها.

وترى العماش ضرورة تواجد الطبيب المختص حتى لو كان طبيبا لكل خمس مدارس على مدى الأسبوع، ويتم استدعاؤه من قبل المدرسة لبعض الحالات التي تستدعي تدخلا سريعا.

أما المرشد الطلابي ثامر الرويلي فيقول "عدد طلاب المدرسة 280 طالبا، ثلاثة من الطلاب تم اكتشاف حالتهم المرضية من خلال البطاقة الصحية، وهم يعانون من أمراض في القلب، ويرى الرويلي ضرورة تدشين العيادة الطبية في المدارس، ويكون فيها طبيب أو ممرض يستطيع التعامل مع الأمراض المستعصية لطلاب المدارس، خاصة في فصل الشتاء الذي يكون مرتعا خصبا للأمراض المعدية".

أما أم يارا (ولية أمر طالبة تعاني من مرض الربو) فتقول "كثيرا ما تتصل بي مديرة مدرسة ابنتي وتقول إن حالة ابنتي الطالبة تستدعي نقلها إلى المستشفى، وإن علي الحضور فورا إلى المدرسة، وذلك حينما تصاب طفلتي بأزمة الربو، فإما أن أحضر لأخذها لأقرب مركز صحي، أو تنقل مع حارس المدرسة إذا كانت الحالة حرجة، ولاتحتمل التأخير"، وتتساءل أم يارا قائلة "ماذا لو أصيبت طفلتي بالنوبة، ولم أجب على الهاتف، ولم يكن حارس المدرسة موجودا حينها؟".

ويقول أبو مقرن (معلم) "بعض الحالات المرضية يصعب التعامل معها، ومنها نوبات الصرع، إذ لا بد من تواجد الطبيب المقيم في المدرسة بالتعاون مع وزارة الصحة"، ويتساءل أبو مقرن "لماذا لا يكون هناك طبيب مقيم في المدرسة لمتابعة الحالات المرضية أو الحالات الطارئة حتى لا تتفاقم ويحدث ما لا تحمد عقباه؟"

أما هيا السرحاني (ممرضة في أحد المراكز الصحية) فتقول "يصل إلى المركز العديد من الحالات الطارئة من طلاب المدارس، وبعضها يكون في المراحل الأخيرة، ومنها أمراض القلب والربو والتسمم الغذائي، مما يستدعي نقل الطالب إلى المستشفى على الفور، ليحظى بالعناية الفائقة لإنقاذ حياته"، مضيفة أن الكثير من الحالات لو تم التدخل بها من قبل الطبيب أو الممرض المتمرس في حينها لما تفاقمت.

وأضافت أن المرض يكثر دائما في فصل الشتاء لاكتظاظ الفصول الدراسية بالطلبة في المباني المستأجرة، مشيرة إلى أن العديد من أولياء الأمور يطالبون وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة في تدشين الطبيب المقيم في المدارس لمتابعة الحالات المرضية يوميا، حفاظا على صحة أبنائهم، ومتابعة حالاتهم الصحية، والتدخل السريع للحالات الطارئة التي قد تحدث خلال الدوام الرسمي.

وترى أم سلطان (معلمة في المرحلة الابتدائية) أنه من الضروري توفير مستوى أعلى من الرعاية الصحية للطلاب، خاصة صغار السن، تزامنا مع هذا البرد القارس، فقد يتعرض الطالب أو الطالبة لحالات يصعب التعامل معها، مضيفة أن الطبيب المقيم في المدرسة أو الممرض يساهمان وإلى حد كبير في تقديم الرعاية الصحية، والتي تعتبر جزءا هاما وأساسيا في المدرسة.

من جهتها أكدت جملا الشراري (مديرة مجمع قليب خضر) على ضرورة تدشين فكرة الطبيب المقيم في المدارس وعلى الفور، وتضيف "كذلك الطبيب المقيم في المدرسة وبالإضافة إلى الرعاية الطبية التي يقدمها للطلاب في الحالات الصعبة، يمكنه كذلك مراقبة البيئة المدرسية ومحيطها ومراقبة بعض التجاوزات الصحية التي قد تحدث في بعض المدارس خاصة فيما يتعلق بخزانات المياه وفيما يتعلق بالأغذية الصحية التي تباع في المقصف المدرسي، أيضا الطبيبة المقيمة في المدرسة يمكنها تقديم البرامج التثقيفية الصحية سواء للطلاب أو لكادرالمدرسة أو لأولياء الأمور خاصة عند الطالبات والطلاب فيما يتعلق بالإرشادات الصحية التثقيفية في سن البلوغ.