شغل المواطن الهندي آنا هازاري، ساحات نيودلهي وبومباي وحيدر أباد، والكثير من المدن الهندية بقرار صيامه حتى الموت، في حملته التي بدأها ضد الفساد، وهو يسير على خطى مؤسس الهند الحديثة المهاتما غاندي، عندما أعلن الإضراب السلمي من أجل استقلال الهند عن بريطانيا.
تجمعت حول أفكار هازاري الملايين من الهنود، بعد أن اقتنعوا بصوابية طروحاته التي نفذ بعضها في بلدته التي انتشلها من الفقر، والتي أصبحت نموذجا يحتذى به في الكثير من المناطق الهندية.
هذا الرجل المجهول بالنسبة لنا، هو بطل في عيون أبناء بلده، مثله مثل غاندي في عيون الملايين الذين وقفوا معه بالقرب من شاته التي كان يتغذى بحليبها طيلة فترة إضرابه.
ما أحوجنا في عالمنا العربي إلى أمثال هازاري. فكل ناحية من نواحينا تحتاج إلى من يشفع احتجاجه بما لديه من مشاريع تنموية توفر علينا إراقة الدماء التي نشهدها في أكثر من بلد وأكثر من عاصمة.
السلطات الهندية لم تستطع أن تستوعب حركة هازاري، كما هو الحال في بعض بلداننا. الأمن هو الحل، والاعتقالات هي السبيل لإنهاء التعبير عما يجيش في صدورنا، والرصاص هو لغة التخاطب بين من يسعى إلى الحرية والديموقراطية، بدل لغة الحوار العاقل الذي يمكنه أن يخرج من الأزمة، أية أزمة بأقل الخسائر.
لم يعلن هازاري تغيير النظام، وإسقاط الحاكم، ومع ذلك اعتقل مع مئات من مؤيديه. وهنا تكمن أزمة الأنظمة والخوف من الشعوب..