كشف أهالي حي قويزة شرق الخط السريع بجدة عن عزمهم جديا اللجوء لجمعية حقوق الإنسان، للتدخل، وحمايتهم من تلوث تدفق المياه الجوفية والملوثة من باطن الأرض، قبل حدوث كارثة بيئية متوقعة إذا ما استمر وضع الحي بهذه الصورة البيئية السيئة، وأكدوا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد اتخاذهم إجراء جديا في هذا الشأن.

كما أعربوا عن دهشتهم من صمت كافة القطاعات الخدمية حيال أزمة تدفق المياه إلى شوارع ومنازل الحي، وسط زيارات متكررة لمسؤولين في أمانة جدة لم تسفر عن أية حلول.


بعد الكارثة

وأكد كل من سكان الحي محمد المطيري وسعد البسامي وأحمد الزهراني، أن مشكلة تدفق المياه الجوفية بدأت بعد كارثة السيول مباشرة العام الماضي، وأن هذه المشكلة بدأت تزداد بارتفاع منسوب المياه المتدفقة، وأنها غطت معظم شوارع الحي، وبدأت أجزاء منها تظهر داخل أحواش المنازل السكنية.

وأوضحوا أنه بالرغم من تزايد هذه المياه، وإسهام بعض السكان في زيادتها بسبب عزوفهم عن شفط الخزانات الأرضية لمياه الصرف الصحي الخاصة بمنازلهم، إلا أن جميع الجهات المسؤولة لم تحرك ساكنا للحيلولة دون حدوث كارثة بيئية لا تقل عن كارثة السيول في آثارها.

وكشفوا عن أن أمين جدة هاني أبو راس، وقف أول من أمس على المشكلة، ووجه بشفط المياه مجانا عبر صهاريج الأمانة، إلا أن الصهاريج التي باشرت عمليات الشفط، عددها 10 فقط، ولا يمكنها مواجهة كميات المياه الكبيرة، أو حل المشكلة التي تتطلب تدخلا سريعا.

وأشاروا إلى أن مصروفات صهاريج الشفط اليومية، التي يقومون بدفعها لقاء سحب مياه الصرف الصحي عن منازلهم، أرهقتهم كثيرا، وخصوصا أن الفترة الحالية بدأت تشهد تفاقم المشكلة، التي اضطرتهم إلى شفط هذه المياه باستمرار تجنبا لحدوث كارثة بيئية صحية تهدد صحة أبنائهم.


روائح كريهة

وأوضح كل من فايز المطيري وسعود الحربي ومحمد الغامدي - مواطنون يقطنون مخطط المساعد بحي قويزة - أن انبعاث الروائح الكريهة من البحيرات التي تشكلت في الشوارع، وأحواش المنازل بدأ يقلق ساكني الحي، وأن البعوض الذي يتجمع حول هذه المياه يهدد بظهور أوبئة جديدة، مثل حمى "الضنك".

وناشد أهالي الحي المسؤولين بالتدخل لوقايتهم من البعوض الذي ينتشر بكميات كبيرة حول هذه البحيرات، وحول المياه المتدفقة من خزانات الصرف الصحي للعمائر المجاورة، وكذلك من انبعاث الروائح الكريهة من هذه البؤر الملوثة التي تهدد صحة سكان الحي بالأمراض التي تتسبب فيها مثل هذه المياه الراكدة والملوثة.

وأكدوا أنهم تقدموا بعدة شكاوى لأمانة محافظة جدة عبر رقم الاتصال الموحد، وعبر موقع الأمانة على الإنترنت، وعبر تقديم شكاوى مباشرة للنظر في هذه المشكلة وحلها، وأن كلا من رئيس بلدية أم السلم الفرعية، وأمين جدة وقفا ميدانيا على المشكلة، ووعدا بحلها، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث باستثناء وجود 10 صهاريج لأمانة جدة بدأت منذ أمس شفط المياه الراكدة في شوارع الحي.





شبكة متهالكة

وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر "الوطن" بالأمانة أن تقريرا أصدرته مؤخرا حول هذه المشكلة، وحملت فيه شركة المياه الوطنية مسؤولية طفح المياه بحي قويزة، بسبب زيادة ضخ المياه المحلاة إلى الحي عبر شبكة مياه متهالكة، رفض مسؤول بالشركة "رفض ذكر اسمه" هذا الاتهام، وأكد اتخاذ إدارته عددا من الإجراءات الميدانية للتأكد من المشكلة.

وأوضح أن فريقا فنيا أجرى مسحا ميدانيا لكافة تمديدات شبكة المياه بالحي، ولم تسجل أية انكسارات أو تسربات فيها، وأعادت الشركة تقليل ضخ المياه إلى الحي، وبعد كل هذه الإجراءات ما زالت المياه الجوفية تتدفق بغزارة في الحي، وهذا دليل على عدم علاقتها بشبكة المياه، إضافة إلى التهاون الواضح من قبل ملاك البنايات السكنية في شفط مياه خزانات الصرف الصحي، مما أدى إلى خروجها في الشوارع.