جاءت الحلقة التي بثها التلفزيون السعودي مساء أمس عبر برنامج "همومنا" لتبرهن على مدى ما تشكله التنظيمات المتطرفة من خطورة وتهديد لأمن الدول والمجتمعات، من خلال استغلالها لحماسة الشباب واندفاعهم، عن طريق السيطرة عليهم فكريا ومن ثم استعدائهم ضد بلدانهم ومجتمعاتهم.

وسرد الشاب محمد العوفي خلال الحلقة التي استضاف فيها الإعلامي ياسر العمرو كلا من الدكتور عادل السبيعي الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والدكتور سعيد السريحة الباحث في قضايا الشباب والانحراف، تجربته مع هذه التنظيمات حيث مر بتحولات فكرية أخذته إلى اليمن للمشاركة مع التنظيمات المتطرفة في التآمر على بلادهم ومقدراتها، كاشفا عن بعض طرائق استغلال قوى بعينها للشباب السعوديين المعروف عنهم النخوة والنجدة، وكيف ظهر هذا الاستغلال من خلال استعدائهم ضد دينهم وبلادهم وأهلها لمصلحة تنظيمات وقوى إقليمية ودولية.

ويتضح من لقاء العوفي ولقاءات سابقة كيف اخترقت التنظيمات المتطرفة من قبل مجموعات وتيارات سياسية مذهبية في المنطقة مما جعل نواياها وخططها تتسق مع هذه المجموعات رغم اختلاف المراجع الفكرية والمذهبية للطرفين بل إن أحدهما يكفر الآخر.

وكشف العوفي عن استهداف تلك التنظيمات للشباب السعوديين حديثي الالتزام خاصة، لما عرف عنهم من نخوة وشجاعة ونية صافية، فيقعون في فخ تلك التنظيمات التي غالبا ما تكون مخترقة من قبل أجهزة استخباراتية وقوى لها ارتباطات بدول أجنبية، فيتم استغلالهم كونهم لا يملكون ضوابط شرعية وحصانة فقهية كافية.


حداثة السن

ويؤكد الدكتور عادل ما ذكره العوفي قائلا: لو نظرنا في الشريحة السنية أو العمرية للذين يخرجون للجهاد لوجدنا غالبيتهم بين سن 17 و 25 أو 26، وتتضافر الرغبة في الحصول على أجر كبير وعظيم جدا مع صغر السن وقلة التجربة والخبرة، وهذه سنة إلهية، فالخوارج الذين كانوا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفهم عليه الصلاة والسلام بأنهم حدثاء الأسنان، وحداثة السن بحد ذاتها ليست عيبا لكنها لما كانت متزامنة مع الاندفاعية وعدم الرضوخ لتجربة الكبار أصبحت تشكل خطورة، وهذا النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد استشار الصحابة هل يخرج للقاء المشركين أو يتحصن في المدينة، فكان غالب رأي الشباب لا بل اخرج يا رسول الله، وكانوا هم الأكثر فغلبوا في هذا الرأي، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيهم، مع أن الكبار كانوا يرون أن البقاء في المدينة هو الأفضل، وأشبه هذه القضية بسيارة مندفعة مفروض أن تسير على الطريق الصحيح لتصل إلى المكان المراد، ولكن جاء من حرف هذا المسار فصدمت السيارة ودمرت الأشياء التي أمامها وربما قتلت معها صاحبها وقتلت غيره. مشيرا إلى أن الشباب السعودي عموما هم شباب أخيار تربوا في بيئة طيبة صالحة، فاستغلت طيبتهم وسلامة صدورهم ومروءتهم في غير الطريق الصحيح.


اتباع السنة

وأضاف: هناك إشكالات أخرى مهمة تتعلق بهذا الأمر، فمثلا السلف الصالح - رحمهم الله - قالوا إن من نعمة الله على العبد أو على الشاب إذا تنسك أي كما يسميه عندنا العوام "صار مطوع"، لكن قد يكون لديه علم وليس عنده سنة أو صاحب سنة يوجهه إلى الطريق الصحيح، ولهذا الخوارج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأنا لا أقول الذين خرجوا إلى الجهاد هم خوارج - لا معاذ الله - الخوارج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت بادرتهم ثم ظهروا وقتلوا أمير المؤمنين عثمان ثم قتلوا علي رضي الله عنهم جميعا، هؤلاء كان منهم قرّاء، كان منهم من أرسله عمر رضي الله عنه إلى مصر ليعلموا الناس القرآن، ولكن الإشكال أنهم لم يكونوا أصحاب سنة، لم يكونوا مقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أموره وشؤونه ومن هنا نشأ عندهم خلل في تقدير الأمور ولذلك لم يرضوا بما وقع في عهد عثمان، وظنوا أن هذا سبب موجب للخروج عليه فكان في خروجهم فتنة عظيمة وحصل ما حصل.

ويحلل الدكتور سعيد هذا الجانب بقوله: الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء وجعل له سننا ومن سنن العيش في المجتمع وخاصة في المجتمعات المعاصرة المشاركة، وقد نظم الدين كل شيء، فأي مجتمع بلا رأس هو كجسد بلا رأس، وبالتالي عملية صنع القرار في المجتمع ينبغي ألا تكون فردية أبدا، وهذه نقطة أساسية يجهلها كثير من الشباب المتحمسين ويتجاوزونها، فعملية صنع القرار خص الله بها ولاة الأمر وأهل العلم، ومخالفة هذه القاعدة توقع في المحظور، وهنا يشير العوفي إلى أن غالبية من شاهدهم سواء في أفغانستان أو في معتقل جوانتانامو أو كذلك في اليمن أعمارهم بين 20 – 30، وقد استغل كثير منهم وخدعوا – وخصوصا السعوديين – وتم إغراؤهم بإظهارهم في وسائل الإعلام كقياديين وهم في الحقيقة أدوات تنفيذية لا يملكون ما يؤهلهم للقيادة الميدانية، كاشفا عن أن من يذهبون للجهاد يتم إدخالهم أماكن تسمى مضافات وهي بيوت سكنية ينزل فيها المجاهد ولكن لا يعرف من الذي يقوده، فقط ينتظر التوجيه، لكن بعض من تعمقوا في الواقع – كما يقول العوفي - عرفوا الحقيقة وأن أجهزة استخبارات تتولى زمام القيادة والتوجيه في تلك التنظيمات، "وإحنا رأينا هذا الشيء أمام عيوننا ولولا الله - سبحانه وتعالى - ثم الذهاب والتنقل في اليمن لم تتضح الصورة حتى الآن، فكثير من الإخوة في اليمن مسكر عليهم من كل الأبواب، يضعونهم في أماكن نائية ضعيفة جدا، لا هناك إعلام ولا توجيه ولا شيء، بل يمكث المجاهد في منزله حتى يأتيه التوجيه يا إما عملية انتحارية أو لتوجيه معين" مشيرا إلى أنه أحد من أبرزوا ضمن خارطة القيادة لتنظيم القاعدة في اليمن، وأضاف: هم يظهرون السعودي فقط في الواجهة كضربة إعلامية وكصفقة ضد الحكام إن هؤلاء أبناؤكم هم الذين يقاتلونكم. ولكن كقيادة عسكرية تنفيذية لا يوجد هناك في اليمن إلا واحد أو اثنان فقط من السعوديين، مبينا أن هدف هذه التنظيمات ومنها تنظيم القاعدة هو استخراج السعوديين من بلدهم حتى يرجعوا برسالة معينة، إما تنفيذية، كالقيام بعملية معينة داخل البلد أو أن يذهب أحدهم لفترة وجيزة ليجمع الأموال والتبرعات من معارفه.





سعيد الشهري

وتحدث محمد العوفي عن أحد زملائه السابقين في التنظيم سعيد الشهري، قائلا: أنا من المقربين له، وأنا أعرف سعيد جيدا، وأعرف سيرته الذاتية، هو فقط ذهب إلى أفغانستان ومكث فيها أربعة أشهر ثم رجع وذهب ولم يدخل أفغانستان ودخل إيران فترة وجيزة ثم أسر، ولكن للأسف أنا استغربت الكلام الذي سمعته من سعيد الشهري عندما أمسكت (هيلة القصير)، ولكن سترت من قبل الدولة، وهذا من رحمة الله - سبحانه وتعالى - هذه الدولة سترت على هذه المرأة حتى لا تفضح من جماعتها وأقاربها أو عند المسلمين أو عندها نفسها بذاتها، ولكن للأسف يخرج سعيد الشهري ويتكلم ويتبجح في الشريط (هيلة القصير) وهذا ما ينبغي شرعا، وهذا إن دل فإنما يدل على فساد هذا الرجل، وأنه ليس عنده العلم الشرعي الكافي، ومن الأخطاء الفادحة كذلك أنه يظن أنه ينصر دين الله سبحانه وتعالى فوقع في خطأ عظيم جدا ومزلق ولم يتذكر أنه في يوم من الأيام كان أسيرا في جوانتانامو ولم يتذكر العذاب الذي عاناه الإخوة هناك، هناك إخوة من اليمن ومن السعودية وأخص هذين البلدين لأن السعوديين واليمنيين أكثر من عانوا من العذاب من الأمريكان وغيرهم، فيأتي سعيد ويهدد ويفعل من اليمن ثم أتى القرار بعدم تسليمهم، هل هذا فعل صحيح؟ هل هذا نصر لدين الله - سبحانه وتعالى -؟ أقول له اتقِ الله سبحانه وتعالى واعلم بأن هذه الدولة مستهدفة من دول إقليمية واعلم أنك تقاد ولا تقود، أنت تعرف جيدا أنك تتعامل مع الاستخبارات وأنا أفتيتك بفتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله) عندما خرج من كشمير بتحريم التعامل مع الاستخبارات الإقليمية وقلت لك بلسان الشيخ الناقل بيننا وهو حي يرزق – ولكن لا أذكر اسمه – إن هذا حرام وهذا كلام الشيخ عبدالعزيز بن باز.


طغيان الجهل

ويستغل الدكتور سعيد هذه النقطة ليشير إلى طغيان الجهل لدى بعض الشباب فيعتقدون أنهم على صواب ولا يلتفتون إلى كلام العلماء وأهل الفقه، فيقعون في مزيد من الأخطاء وهنا تكمن الخطورة حين يُرى الحق باطلا والباطل حقا. فيما قال الدكتور عادل: إن سعيد الشهري تكلم بغير روية وبغير معرفة وكان في فسحة من دينه قبل خروجه وفي فسحة قبل أفعاله المشينة، أنا يستهويني حقيقة شباب عشت معهم في مركز الرعاية، وكان محمد سبب المعرفة بيني وبينهم، شباب أخيار صالحون طيبون غُرر بهم كما غُرر بغيرهم، خرجوا مع سعيد ومع محمد لما كان في أول أمره، ولذلك محمد دائما لما ألتقي معه هو يحترق على زملائه الأخيار ويقول أعرفهم هؤلاء بس لو يسمعون كلامي ويسمعون كلام أي رجل ناصح سرعان ما يغيرون رأيهم، لأنهم قريبون من الخير، ومنهم عثمان الغامدي الذي تم وضعه الآن في الصورة لأنه يبدو في عندهم عجز في الرجال، وأنا شفته على بينة، رأيت والده وأهله وأسرته أسرة طيبة وناس نشؤوا نشأة طيبة ولكن الحماس والاندفاع وقلة العلم وعدم الرجوع لأهل العلم كل هذه أسباب وموروثات كثيرة أثرت في عثمان.


معالجة حكيمة

وأضاف: أنا يهمني هؤلاء الشباب، وأن كل شخص في هذا المجتمع يستطيع أن يصل إليهم بأي شكل عن طريق قرابة، عن طريق دعاء صالح يرسله لهم، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "ما يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يسفك دما حراما"، هم الآن في فسحة من دينهم، فليعودوا إلى رشدهم، والله هذا المؤلم، أما سعيد فيبدو أنه اختار لنفسه طريقا إن كان الله أراد به هداية وخير فلنسأل الله أن يهديه، فهو يبقى أخونا، وأما ما وقع فيه من أخطاء فلم يصل إلى درجة الكفر فليتب وليعد، وولاة الأمر أنا أثق في طريقة معالجتهم لهذه الأمور، كما رأينا في كثيرين ممن سلموا أنفسهم، إنها طريقة طيبة، وحقيقة أسلوب الأمير محمد – وفقه الله – وأيضا المسؤولين في هذه البلاد ابتداءً من خادم الحرمين الشريفين إلى أقل مسؤول في هذا البلد تعاملهم مع هؤلاء تعامل حقيقة يكاد لا يوجد له نظير، فما دامت الأيدي الآن مشرعة فأقبلوا، نحن نعرفه وهذه فرصة، يعني آخر واحد سلم نفسه قبل أيام على طول جاء وتمكن أهله من لقائه، ونسوا الماضي، وولي الأمر هو والد، والوالد قد يقسو على ولده، قد يشد عليه في الكلام، قد يمنعه من بعض المال، لكنه في النهاية هو والد يحتاج له الابن، فالابن إذا لم يمد يده لوالده لينتشله مستحيل أن الوالد يأخذ بيده.


رسالة

وبين العوفي أن من ينضم للقاعدة يخضع للتجربة ويتم تقييمه من ناحية الإقدام على القيام بعمليات انتحارية ثم يدربونه، موجها رسالة إلى المخدوعين في أمثال هذا التنظيم بقوله: هناك نقطة تنبيهية للإخوة سواء عثمان الغامدي أو أخونا تركي العسيري أو أخونا أبو البراء أو الإخوة السعوديين أو الإخوة اليمنيين، فأنا أقول لهم "اعلموا أن محمد العوفي لم يرجع لأنه خذل، أنا أشوف الإعلام يقول خذل محمد العوفي، ولكن رجعت لحقائق تبينتها، وعلمت أن نفسي واحدة وقلت هذه يا إما جنة أو نار وعرفت نفسي إني أنا في فتنة، فأحببت أن أرجع حتى لو أسجن ولا أقع في فتنة أو تلطخ يدي في الدماء ثم أندم عليها، ولكن فضل الله سبحانه وتعالى قوبلت بعكس ذلك، بالاحترام والتقدير وخروجي إلى أهلي والحمد لله معزز مكرم، ولكن أقول من ناحية الفتن إذا كان الإخوة ينظرون للسابقين مثل خطاب وأنا شخصيا سألت خطاب لماذا لم تدخل الحزب في أفغانستان قال يا أبو قتيبة – وهي كنيتي السابقة – فتنة، فخرجت من أفغانستان علشان الفتنة ولجأت إلى الطاجيك ومكثت فيها سنتين، وسألت أبو الوليد الغامدي وأبو يعقوب الغامدي رحمة الله عليهم جميعا لماذا لا يكون الجهاد في الخليج فقالوا لي: يا أبو قتيبة والله العظيم إنها فتنة عظيمة.. فتنة عظيمة.. فتنة عظيمة، ولما عملنا في الشيشان قال لنا خطاب: يا إخوة أمرين لا تكلموني عنها التكفير تقولون فلان كافر فلان كافر وأمور الدنيا الزواج وغيره، فمكثنا هناك وخرجنا ولم نعرف منهج التكفير أو غيره ولم نوجه من خطاب حتى إن أبو عمر السيف كان يرى حرمة هذا البلد، فلماذا الآن إخواننا في اليمن لا يجعلون هؤلاء قدوة، هم الآن يسعون للضرب في هذه الأماكن بحجة خروج المشركين من جزيرة العرب، ضرب الحكام، ضرب سمو الأمير محمد بن نايف أو غيره، هذا خطأ، بس ما هم مستوعبين لأنهم يتبعون هذه المواقع العنكبوتية اللي فيها التوجيه أو الاتهام إن هذه الدولة كافرة أو يوجهون الشباب في الغزو الفكري ولكن كعلم شرعي ما يعرف الأخ علم الشريعة الكافي له وأنا أوصيهم بتقوى الله سبحانه وتعالى والرجوع إلى الحق والرجوع للحق فضيلة وليس بعيب ولكن مشكلة الشباب يستحي من الأخ فلان وفلان، وحتى يخاف أن يرجع ويقول أنا أخاف وأخشى أن يقولوا عني كذا وكذا أن فلان خذل أو أن فلان ترك الجماعة وكذا وأنا أقول اتق الله سبحانه وتعالى، أنت تتعامل مع الله سبحانه وتعالى واترك عنك فلان وعلتان، أنت تتعاون مع الله سبحانه وتعالى، إن كان علمت أن هذا خطأ ارجع فباب التوبة مفتوح، واعلم أن ولاة الأمر والله العظيم ما يقصرون معك وسوف ترجع إلى أهلك وترجع إلى حياتك أفضل وأفضل وأسأل الله رب العرش العظيم إنه يوفق إخواننا بالرجوع إلى هذا الأمر".


مرجعية واضحة

ويعلق الدكتور عادل على ما ذكره العوفي بقوله: يظن بعض هؤلاء أنهم على حق، وأننا نحن المخطئون، وأننا نحن المثبطون والمتخاذلون سواء الحكومة أو الشعب، ونقول لهم من يحكم بيننا الكتاب والسنة ومن ينطق بها هم أهل العلم والفقه أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين والشيخ عبدالله الغديان والشيخ الألباني رحمهم الله وغيرهم من أهل العلم، كلهم يرون أن ما أنتم عليه ضلال وأنا أشهد الله أني قابلت الشيخ عبدالعزيز وأخذت منه العلم سنوات طويلة والشيخ محمد ابن عثيمين كلهم يرون أن هؤلاء على ضلال، بل إن الشيخ محمد – رحمه الله – يرى أنهم من الخوارج، وأن الخروج يكون باللسان كما يكون بالسيف.


استيقاظ الوعي

وعن رحلة الاستيقاظ يقول محمد العوفي: خرجت من سجن جوانتانامو في وضع سيئ للغاية، وأنا خرجت من هذا البلد وأنا في حالة ما يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما يرى الإنسان الباطل يدعو الله أولا بهذا الدعاء: اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه، وأنا رأيت أمورا بفضل الله سبحانه وتعالى تبينت لي ولم تتبين للإخوة الجالسين في المضافات أو غيرهم، وجدت هناك من يتفاوض ومن يجعل المجاهد كسلعة يلعبون به في أمور سياسية وغيرها، نحن إذا كنا نقول مجاهدين فلإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، أما أن نكون مستهدفين من دول إقليمية فأنا أقول الرجوع حق وأنا رجعت من هذا الباب. يذكر أن العوفي كان قد كشف في لقاء بثه التلفزيون الرسمي السعودي أوائل عام 2009 عن وجود مخططات ومؤامرات أعدتها استخبارات وقوى لها ارتباطات بدول أجنبية لضرب مصالح سعودية بالتنسيق مع مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذين يتخذون من مناطق جبلية في اليمن مقرا لهم.

وتأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة من المعالجات الإعلامية لفكر وتنظيمات العنف والتطرف، وهو نهج استنته الحكومة السعودية منذ سنوات بهدف إطلاع المجتمع السعودي على حقائق وخفايا تنظيمات التطرف من خلال اعترافات ومراجعات من شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم بعض النشاطات العملياتية أو الفكرية لهذه التنظيمات.