لا أعلم؛ لماذا لا نُغني لحب الحياة والإنسان دائما في رمضان وغير رمضان؟! بل لماذا مطربونا السعوديون لا يزيدون حجم دائرتهم ورصيدهم بالغناء للحياة ويهتمون بعلاقاتنا الإنسانية والاجتماعية على شرط ألا يسوقوها على أنها دينية بقصد المتاجرة بعواطف من يسمون أنفسهم الإسلاميين، وكأن في مجتمعنا من هو غير مسلم! فنحن جميعا مسلمون؛ ومع الأسف مطربونا المعروفون في الغالب يحصرون غناءهم في دائرة العلاقات العاطفية والعشق والهيام الذي بات سوقه "كاسدا" أمام ثقافة الاستغلال والمصالح بعد أن فرضت ذلك العادات والتقاليد والمادية وشوهت الكثير من قيمة العلاقات التي تُقام باسم الحب الصادق! متناسين أن هذا الحب بات كائنا متوفى دماغيا في زمننا إلا من رحم ربي! وإما أن ينشدوا أناشيد أسموها إسلامية بعد أن يفرغوها من الموسيقى ليتقربوا إلى سوق مال جمهورهم المتدينين! ولا أعلم لماذا لا تتسع بصيرة مطربينا لحب الحياة والإنسان بموسيقى ودون تسويقها على أنها دينية! فقد سبقهم في ذلك مطربو الغرب أمثال سلين ديون ومايكل جاكسن وغيرهما؛ وهناك من المطربين الغربيين من يغنون لأطفال الصومال والحروب ويقيمون حفلات بملايين الملايين ويتبرعون بقيمتها لهم، بينما مطربونا ما يزالون يبحثون عن آخر موديلات السيارات الفاخرة!
ونحن اليوم بشهر رمضان؛ ونستمع عبر الإذاعات والفضائيات الغنائية بعد أن أقفلت سوق أغنيات الحب والهيام، ولا أعرف هل يعتبرونها محرمة في رمضان أم يعتبرون الحب في رمضان حراما! "عجائب متناقضاتنا "كالعادة، المهم؛ هذه الأغنيات هي ذات طابع روحاني وإنساني واجتماعي يصاحبها إيقاع موسيقي ماتع وعصري؛ يقدمها عدد من مطربي الشباب ولا ننسى أن من بدأها سامي يوسف؛ لذي حرض بعده كثير من مطربي العرب يقلدونه في هذا النوع من الأغنيات. وأتساءل: لماذا لا نسمعها عبر ذات هذه الإذاعات على مدار العام؛ ألا نحتاج أن نعزز القيم والأخلاق وحب الحياة والإنسان!؟ أم علينا أن نبقى نحن والهيام وسنينه على مدار 11 شهرا ؛ وشهر واحد فقط للقيم الإنسانية!؟ نعم، أنا مع الكلمة والموسيقى الجميلة التي تدعو لحب الحياة والجمال وتوطيد علاقاتنا الإنسانية ؛ لما لا!؟ فالموسيقى ليست حراما؛ بل مختلف في أمرها، ويكفي أن نسأل: هل خلق الله صوت الطبيعة الجميلة ليُحرمها على الإنسان؟! فما هذه الموسيقى إلا أصوات الطبيعة ذاتها!! وأستغرب ممن يطلق صفة إسلامية على أنشودة تُقدم عبر أصوات طبيعة وهمهمات على أنها حلال وما هي إلا احتيال!؟ فبالله عليكم؛ أليست الهمهمات وصوت الماء والعصافير وغير ذلك مع تلك الأناشيد هي من نتاج الطبيعة ذاتها التي يُنتج من خشب شجرها الكمان والبيانو ومن جلد حيوانها الطبل ومن شعر حيوانها أوتار العود والقانون ومن حديدها ونحاسها الناي والساكسفون!؟ فكيف هذه حلال وتلك حرام!؟ أما قولهم إن الموسيقى تلهي القلب فعجيبٌ؛ فهل خلق الله تعالى لنا القلب وعواطفه لكي نجمده في ثلاجة أم ليعيننا على دينه ويسلينا بحبه ؟! فما الدين إلا الأخلاق وحب الحياة بهدف تعميرها وإنسانها! وإلا ما نفع أجساد تصلي وقلوبها لا تصلي!؟
أخيرا أترك لكم هذه المختارات؛ إنها أغنيات تستحق الاستماع.
" سامي يوسفIn Every Tear, He Is Thereأغنية "
http://www.youtube.com/watch?v=WYs-QXjFcvQ&feature=related
و "إن شاء الله" لماهر زين
http://www.youtube.com/watch?v=KfXIF2Mm2Kc&feature=related
و" إنسان " حمزة نمرة
http://www.youtube.com/watch?v=tXEjqqmVGOc&feature=related