قد يكون الوضع في إسرائيل والتظاهرات التي تتصاعد يوما بعد يوم، التعبير الفعلي للوضع الذي يشهده الغرب، وتحديدا أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
فإسرائيل هي نتاج مشروع استعماري أوروبي، صادرته الولايات المتحدة الأميركية في ظل الصعود الوطني العربي بعد سلسلة الانقلابات التي شهدتها فترة الستينيات، لتكون المتراس الأمامي في وجه المد القومي وفي مرحلة لاحقة ضد المد المقبل من الاتحاد السوفييتي.
انهارت فكرة القومية العربية مع هزيمة يونيو 67. انشغل البعث الذي تقوقع في كل من سورية والعراق، ببعضه، بين القيادتين القومية والقطرية، ومصر الناصرية ورثها انفتاح أنور السادات ورحلته إلى القدس المحتلة، وأصبحت التنظيمات الناصرية تنبت كالفطر، في بعض الدول العربية مستفيدة من أموال "وريث" الناصرية العقيد معمر القذافي.
بالعودة إلى إسرائيل، فإن هذه الدولة التي قامت على معونات الدول الغربية وأميركا ومازالت، تمر بمأزق كبير، لأن نبع مساعداتها قد بدأ ينضب، والهبات التي كانت تمطر عليها بالمليارات والأسلحة التي كانت تمد بها بملايين الأطنان مع الخبرة والتدريب، لم تعد تلك الدول قادرة على الوفاء بها تجاه إسرائيل.
لا يمكن القول إن إسرائيل، ستنهار غدا، وإن الولايات المتحدة وأوروبا قد أفلست وإنها بدأت تستعطي المساعدات من المؤسسات الإنسانية، ولكن لا بد من أخذ ما يجري من تطورات بعين الاعتبار، وعلى العرب الاستفادة مما يجري لتعزيز روابطهم وليس قطعها.