قبل عامين تقريباً, أرسلت وزارة الثقافة والإعلام مرافقاً (مراقباً) مع مراسلة قناة فوكس نيوز الأمريكية حين كانت تجري مقابلات مع شباب سعوديين في شارع التحلية في الرياض عن كيفية قضاء وقت فراغهم, ولاستكشاف طريقة تعبيرهم عن أنفسهم. كان المرافق يسأل الشباب عن المواضيع التي سيتحدثون عنها بطريقة مضحكة, والسبب أنه لا يجيد الإنجليزية وكان الحديث مع المراسلة باللغة الإنجليزية. ولكن مع هذا كله, يبقى عمل FOXNEWS احترافياً أكثر من MTV, حيث المصادفات غير المقنعة التي اضطرت شاباً للاتصال بصديقته ليقابلها داخل السوق أو يجري حواراً مع حارس الأمن عن منعهم من الدخول في الوقت الذي يسمح للنساء. وبعيداً عن هذا كله, تبقى الإجابات والتصرفات والسلوكيات بإيجابها وسلبها أموراً تخص أصحابها, وهم من يمثلون أنفسهم وشريحة الشباب الذين تحدثوا عنهم.
المضحك, أننا نعتقد ونؤمن ونجزم أننا قرية مغلقة, وأنه لا أحد يستطيع الوصول إلينا مهما كانت الطريقة. Youtube,Facebookو Twitter تقوم بالواجب على أكمل وجه. فلا رقيب عليها ولا حسيب, ومهما أغلقنا المنافذ على الجميع إيماناً بـ"الخصوصية" فإن قنوات "التفريغ" كثيرة جداً.
وبعيدا عن حكاية MTV يمكن القول إن الإعلام التفاعلي فجر طاقات شبابية مبدعة, أصبحت تؤمن بحرية التعبير وتقوم بإنتاج قنواتها الفضائية الخاصة على الإنترنت, أو إذاعات مستقلة تدار بعقول محاطة بالخصوصية التي جعلتها تكسر جميع "التابوهات" وتكون هي المدير والمذيع والمعد, وجمهورها بالآلاف.
سيكون منطقياً قيامنا باستضافة شباب MTV في برنامج على إحدى قنواتنا المبجلة, وسؤالهم عن سبب اختيارهم لهذه القناة. ولا يعدّ إجراء سليما قيامنا بمعالجة الخطأ بخطأ وفتح باب الاحتساب على شباب يفترض أنهم يعانون من الضغط من جميع الاتجاهات, مادياً وعاطفياً ومعنوياً, لأن النتيجة كانت على غير ما نتمنى, حيث أصبحوا أبطالاً في نظر الصحافة الأمريكية التي عنونت تقارير وأخباراً عن نية استجوابهم ومساءلتهم.
[email protected]