هيمن التوتر والترقب على الساعات الأخيرة من يوم الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت جولتـها الأولى أمـس لانتخاب 507 أعضاء لمجلس الشعب من بين 5033 مرشحا ومرشحة.

ورصدت منظمات حقوقية ومعارضون عمليات عنف، لكنها كانت في مجملها أقل من التوقعات التي سبقت الانتخابات، لكن الاتهامات بالتزوير تفاقمت.

وكانت حصيلة أمس أربع وفيات، حيث لقي مواطنان، أحدهما نجل مرشح مستقل، مصرعهما طعناً على هامش العملية الانتخابية، فيما توفي آخران لأسباب صحية.

من جهته، أعلن حمدين صباحـي، رئيـس حـزب الكـرامـة تحت التأسيس وأحد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة، انسحابه من الانتخابات البرلمانية بسبب ما وصفه بـ"التزوير المفضوح".


 




خيمت حال من التوتر والخشونة على الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت أمس بين 5033 مرشحا ومرشحة لاختيار 507 أعضاء في مجلس الشعب (البرلمان)، في أجواء ساخنة استخدم فيها السلاح الأبيض، والمال السياسي، وسط إقبال دون المتوسط من الناخبين، وشكاوى من منع مراقبين من القيام بعملهم، واعتقال المئات من كوادر جماعة الإخوان.

وضربت قوات الأمن أطواقا أمنية منذ الصباح الباكر أمام غالبية المقار الانتخابية، كما اتخذت حافلات الجنود المصفحة مواقعها بالقرب من تلك اللجان.

ورصدت "الوطن" تضاؤل أعداد الناخبين في الساعات الأولى لعملية الاقتراع في العديد من اللجان، التي بدا رجال الشرطة أمامها أكثر من المقترعين، لكن الموقف بدأ في التغيير تدريجيا بعد ساعات الظهيرة، حيث أكدت اللجنة المشرفة على الانتخابات أن "الإقبال على التصويت متوسط".

وحفلت بعض البؤر الساخنة في العديد من الدوائر بالانتهاكات الواضحة التي وصلت لإطلاق النار في الهواء، ومنع الناخبين من الاقتراب من صناديق الاقتراع، وطرد المندوبين من اللجان، كما تم اقتحام إحدى اللجان في محافظة دمياط وتحطيم أحد الصناديق بها.

لكن اللجنة العليا للانتخابات أكدت أن الشكاوى الواردة ليست خطيرة وعددها محدود.

وقال الأمين العام للحزب الحاكم صفوت الشريف رداً على اتهامات بزيادة حدة العنف في الانتخابات إن حزبه "لن ينزلق ويقع في فخ الاستفزازات التي تحدث من جانب قلة خارجة عن القانون".

وفي حديث إلى "الوطن" اشتكى النائب الإخواني الدكتور أكرم الشاعر من التجاوزات الأمنية معه، مؤكدا أن ضابطا احتجزه لمدة نصف ساعة في حافلة صغيرة، مشيرا إلى أن الشرطة حالت دون مشاركة زوجته وبناته في مباشرة مهامهن كمندوبات عنه في اللجان بموجب توكيل رسمي لهن.

وكان عمر نجل سيد محمود المرشح المستقل بدائرة المطرية شرق العاصمة القاهرة، أول قتيل في تلك الانتخابات، حيث تلقى طعنات من شخصين بسلاح أبيض، لكن اللجنة العليا للانتخابات قالت إن "المتهمين بقتله اعترفا بقتله لقيامه بمعاكسة شقيقة أحدهما".

وأكد نائب رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان المستشار مقبل شاكر "أن غرفة العمليات بالمجلس فحصت 40 شكوى تلقتها حتى ظهر أمس بخصوص انتخابات مجلس الشعب وأزالت أسباب 14 شكوى منها.

ورصدت منظمة الائتلاف المصري لمراقبة الانتخابات تبادلا لإطلاق النار في دائرة بركة السبع بمحافظة المنوفية.

وأكد مراقب الجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطي حدوث اشتباكات بين أنصار مرشح "الوطني" أحمد عز وأنصار مرشح الإخوان إبراهيم حجاج بدائرة منوف محافظة المنوفية.

ووقعت ثلاث حالات وفاة أخرى واحدة بالطعن واثنتان نتيجة حالة مرضية.

وشهدت محافظة الدقهلية اشتباكات بين أنصار المرشحين في غالبية الدوائر الانتخابية، وانتهت المواجهات في قـرية بهوت بدائرة نبروة بإصابة النائب الحالي رفعت إبراهيم مـحمد البسيوني، (مستقل).

أما في محافظة كفر الشيخ "دائرة الحامول" التي يـنافس فيها رئيس حزب الكرامة تـحت التأسيس حمدين صباحي، فـقد قام الأهالي بتكسير الصناديق أرقام 36 و 37 و 38 بعد قـيام منافسه بتسويد بطاقات الترشح، على حد قول صباحي.

وأكد المركز أن بعض المرشحين بدأ منذ الصباح في توزيع الرشاوى الانتخابية التي تنوعت ما بين السلع التموينية، وشراء الأصوات بمبالغ تجاوزت 300 جنيه.

وفي محافظة حلوان التي يتنافس فيها وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل عن "الوطني" مع الكاتب الصحفي مصطفى بكري "مستقل"، قال المراقبون إن ثمانية لواءات شرطة وقفوا أمام باب اللجنة، مع وضع حواجز حديدية ويتم اختيار من يتم دخولهم للتصويت، وتم منع عدد من المؤيدين لمرشحي الإخوان وبكري من الإدلاء بأصواتهم.

وأصدرت غرفة العمليات بحزب الوفد بياناً أكدت فيه أن مرشحي حزبها في مختلف المحافظات تعرضوا لـ "تجاوزات صارخة" منذ بداية التصويت.

وفي الإسكندرية التي ينافس فيها 180 مرشحا من الأحزاب السياسية المختلفة والمستقلين على 22 مقعدا في إحدى عشرة دائرة انتخابية شهدت بعض الدوائر انتشار أعمال البلطجة والتعدي على الناخبين المنتمين لجماعة الإخوان، كما منع الكثير من مندوبي المرشحين من ممارسة عملهم –بحسب مركز سواسية لحقوق الإنسان-.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك والسيدة قرينته أدليا بصوتيهما في دائرة مصر الـجديدة في وقت مبكر من صباح أمس.

وقال الأمين العام للحزب "الوطني" صفوت الشريف "إن الرئيس مبارك كان خلال إدلائه بصوته يحدوه شعور كبير بالأمل في مستقبل أفضل لمصر".