تذبذب ميزان العدل بين زوجتي إمام مسجد في مدينة الدمام، ليتحقق تحذير الآية الكريمة "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" في حي الخضرية ومن خلال نموذج حي للميل الجائر.

وكشفت قصة درامية في الحي المخصص للورش والمصانع عن وضع غير لائق بأسرة سعودية مكوّنة من زوجة و 5 أبناء يعيشون وسط آلاف من العمالة المقيمة، تحت تهديد مخاوف أمنية ارتبطت بالحي، تبدأ بإيواء العمالة المخالفة وتنتهي بجرائم السطو وصناعة الخمور.

وعمد إمام مسجد الحيّ الصناعي إلى تعديل حرم المسجد بالجبس والفلين وتحويل سكن الحارس إلى سكن ضيق آوى فيه زوجته الأولى، وأسكن الجديدة في شقة خارج الحي.




 


لم يجد إمام جامع في مدينة الدمام تزوج حديثا من امرأة ثانية حلا لمشكلة تجهيز سكن ملائم للزوجة الجديدة، إلا أن يستقطع جزءا من حرم جامع في منطقة الخضرية ويحوله إلى سكن ملائم، ولكن ليس للعروس الجديدة بل لشريكته السابقة وأطفالها الخمسة.

هكذا بدأت فصول قصة الإمام وزوجتيه، ومتاعبه مع تأمين السكن لقرينتيه. الإمام وضع زوجته الأولى في ملحق مسجد يقع في أقلّ أحياء مدينة الدمام استقراراً وصلاحية للسكن، بينما أسكن الثانية في شقة مفروشة. وببساطة أسكن الأولى وأطفالها في الجامع الذي يقع في منطقة صناعية تعج بالعمالة الوافدة وبعض مخالفي أنظمة الإقامة وتحدث فيها الكثير من الضبطيات المتعلقة بتصنيع الخمور والقتل والخطف.

وعلمت "الوطن" أن ما أقدم عليه إمام الجامع كان بسبب انشغاله واهتمامه بحياته وأيام العسل مع عروسه الجديدة، مما يعرض حياة زوجته الأولى وأبنائه الخمسة إلى الأخطار في أي لحظة.

وكان الإمام قد جهز سكن عائلته في الجامع بجدران مصنوعة من الجبس والفلين، ومن السهل تحطيمها خاصة أن المنطقة تعج بأعداد كبيرة من مخالفي أنظمة الإقامة.

"الوطن" رصدت التوسعة التي نفذها الزوج "الإمام"، في غرفة حارس الجامع التي لا تزيد عن 16 متراً مربعاً، وقام بتحويلها إلى سكن لعائلته، مستغلاً عدم اهتمام المواظبين بشكل يومي على الحضور للصلاة في ذلك الجامع، وعدم تدخلهم فيما يقوم به، خاصةً أن معظمهم من العمالة الوافدة، ويعمل الكثير منهم في ورش إصلاح المركبات المنتشرة في الحي، والكثير منهم يتجنب اللجوء للجهات الرقابية والمشرفة على المساجد بأي مخالفات تصدر من إمام أو مؤذن الجامع، خشيةً منهم على أنفسهم، ووضعهم المخالف للقانون.

وأكد مصدر رسمي في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لـ"الوطن": "أن الإمام (ف، ع) قد تسلم رسمياً مهام مؤذن في أحد المساجد منذ 6 أعوام، واستمر على هذا الحال، إلى أن انتقل إلى المسجد الأخير ليستمر فيه إماماً للجماعة قرابة 3 سنوات أخرى. وفي بداية شوال الماضي فاجأ المصلين بقيامه بأعمال توسعة وهدم لجزء من المسجد واستخدام جزء آخر من الساحة التابعة له كمسكن".

"الوطن" قامت بزيارة ميدانية للموقع، ورصدت فيها المسكن الذي بناه إمام الجامع بالإضافة إلى وجود أوان للطبخ في أطرف المسجد.

من جانبه أقر مدير إدارة المساجد الشيخ مسند القحطاني لـ"الوطن" بدخول السكن الجديد إلى ساحة الجامع وحرم المصلى، معتبراً أن ما أخذه الإمام من مساحة لا يتعدى سوى أمتار بسيطة. وأضاف القحطاني أن وجود عائلة الإمام في هذا المسكن أمر محفوف بالمخاطر، خاصة أن السكن يوجد في منطقة تتواجد فيها العمالة المخالفة، وتنتشر فيها الجرائم، مؤكداً أن الإمام قد تقدم بطلب إلى إدارته مطالباً فيه بالسماح له ببناء مسكن له، وتمت الموافقة على طلبه بسبب عدم رغبة معظم الأئمة إمامة هذا المسجد، لوقوعه في منطقة لا يسكنها سوى العمالة الوافدة.

وأكد القحطاني أن إدارة المساجد قامت بأخذ تعهد خطي على إمام الجامع بعدم مسؤوليتها عن الأضرار التي قد تلحق بعائلته في حالة سكنها في هذا الموقع الخطر، مستبعداً وجود أي محظور شرعي من البناء في جزء من المسجد، ونافياً في الوقت ذاته أن تكون إدارة المساجد قد ساهمت في عملية توفير مبالغ مالية في عملية الإنشاء، وأن الإمام هو من تكفل ببناء هذه التوسعة.