استقبلت مدارس المملكة طلابها في أول يوم لاستئناف الدراسة بالتهنئة بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين والدعاء له بالشفاء العاجل، وخبر عودة النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن.
وكان الطلاب استمتعوا بإجازة استمرت 16 يوماً بعد أن أمر خادم الحرمين الشريفين بتمديد إجازة الطلاب ومعلميهم من 16 إلى 21 ذو الحجة (أمس).
حلوى العيد
واستقبلت مدارس الرياض طلابها أمس بسلاّت مملوءة بـ"حلوى العيد"، حيث تواجد عدد من مديري المدارس ووكلائها ومعلميها أمام بوابات دخول الطلاب واستقبلوهم مهنئين بالعيد.
وقامت "الوطن" بجولة على عدد من مدارس الرياض منذ ساعات الصباح الأولى، حيث تصدر خبر نجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين، وخبر عودة النائب الثاني إلى أرض الوطن في الكلمات التي اعتاد مديرو المدارس توجيهها لطلابهم بمناسبة عودتهم لمقاعد الدراسة.
وكانت ساعات الصباح الأولى، شهدت "صخبا" في الطرقات المؤدية للمدارس، وسط ازدحام مروري لافت ألغى هدوء الأيام الماضية بسبب وسائل النقل الطلابي.
وإذا كان كل هذا الصخب خارج المدارس، كانت الصورة على النقيض تماماً داخل أروقتها حيث غلب الكسل والخمول على بعض الطلاب الذين عادوا للتو من إجازة ساهمت في تغيير "الساعة البيولوجية" للكثير منهم، إذ اعتادوا السهر ليلاً والنوم غالبية ساعات النهار، وكانت الحصص الأخيرة ثقيلة جداً على الكثير من الطلاب الذين بدت عليهم ملامح التعب والسهر، فيما لم تسجّل المدارس التي زارتها "الوطن" خلال جولتها، ومنها ابتدائية عبدالرحمن بن زيد ومتوسطة الوليد بن عبادة حالات غياب تذكر للطلاب حيث اقتصرت على طالبين أو 3 في كل فصل وهو معدّل تراه المدارس طبيعياً، ويعلّله الطلاب المتخلفون عن الدوام بتأخر عودتهم من الإجازة وظروف السفر، ولوحظ أن غالبية الطلاب ارتدوا الملابس الشتوية الملونة و"الجاكيتات" لتجنّب برودة الطقس التي تصل ذروتها في ساعات الصباح الأولى.
حفل معايدة
وانتظمت حوالي 400 ألف طالبة في مقاعدهن الدراسية، وقد بدأت أولى حصصهن الدراسية باحتفالات المعايدة وفرحة نجاح عملية ملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأكد مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة الرياض الدكتور إبراهيم المسند على أهمية الوقت، والتعاون وحرص أولياء أمور الطالبات في هذا الشأن، مبينا أن الإدارة هيأت جميع المرافق والمباني المدرسية واستغلت فترة الإجازة لعمل صيانة جزئية لكثير من المدارس لتوفر الجو المناسب للدراسة.
مرحلة مزاجية انتقالية
أوضح الاختصاصي النفسي الإكلينيكي الدكتور وليد الزهراني أن الطالب يكون في مرحلة انتقالية من ناحية الحالة المزاجية، حيث ينتقل من مرحلة الهدوء إلى مرحلة الجد والاجتهاد والدروس والمذاكرة، حيث يكون الطالب فاقداً للذهنية والتركيز، ويتعرض الطالب لمرحلة اختلال في ساعات النوم، وتقلب المزاج خلال الإجازة، ومن الأخطاء في مجتمعنا خلال الإجازات إهمال كل ما يتعلق بالدراسة، مما يقلل الحماس وكثرة الغياب مع بداية الدراسة بين الطلاب والطالبات.
وقال إنه لا توجد تهيئة نفسية للطالب من قبل الأسرة لكي يكون لدية استعداد ذهني، وعلى المعلم مراعاة الشرود الذهني للطلبة، وعدم التركيز وتنفيذ أنشطة ترفيهية وبدنية للطالب أو الطالبة وعدم الدخول الجدي في الدراسة، ويجب التهيئة النفسية لكسر الحاجز النفسي من وضع الراحة إلى وضع الجد والدراسة، حيث إن بعض الطلبة يقل الاستعداد لديهم مما يعرضهم لحالة اكتئاب، ويحتاج الطالب أو الطالبة مدة يومين إلى 3 أيام للعودة إلى جو الدراسة والمدرسة.
جوائز تشجيعية
وبرزت مظاهر الفرح بسلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في احتفال طلاب وطالبات مدارس محافظة جدة، وركزت عدد من المدارس في إذاعاتها المدرسية على التنويه بالخبر الذي أعلنه الديوان الملكي مساء الأربعاء الماضي عن نجاح الجراحة التي أجريت لخادم الحرمين في الولايات المتحدة الأميركية، كما اشتملت برامج بعض المدارس على إجراء مسابقات ثقافية حول أبرز الإنجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين وزعت خلالها جوائز تشجيعية.
من جانبه أوضح مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي أن مثل تلك البرامج التي تقيمها المدارس تترجم ما يحمله التربويون والطلاب من محبة وولاء لمليكهم سائلا الله بأن يمن عليه بالعافية والسلامة وأن يعيده سالما غانما.
وكان الثقفي قد زار عددا من مدارس جدة بالتزامن مع جولات باشرها أكثر من 300 مشرف تربوي لمتابعة عودة الطلاب وانتظامهم في مدارسهم، وأشار إلى أن التقارير الأولية للحضور والانتظام في جدة سجلت نسبة عالية، في حين لم تتجاوز نسبة الغياب 4% على مستوى المحافظة.
مشاعر ملموسة
بدأ طلاب مدارس الأحساء يومهم الدراسي الأول بعد العودة من إجازة عيد الأضحى المبارك، بالعمل على إعداد العديد من اللوحات والكتابات التي حملت مشاعرهم النبيلة تجاه خادم الحرمين الشريفين، ودعواتهم له بالشفاء والصحة والعافية، والعودة إلى أرض الوطن سالماً معافى، وذلك بمتابعة من المدير العام للتربية والتعليم في الأحساء أحمد بالغنيم.
وتنوعت العبارات في كلماتها ومحتواها بين "ربنا اشفِ ملك الإنسانية وعافه من كل مكروه"، إضافة إلى "حفظك الله يا ملك القلوب.. وأرجعك الله إلى شعبك ووطنك سالما معافى"، وكذلك عبارة "إذا أنت بخير.. فنحن يا ملك الإنسانية بخير وعافية".
وأكد المساعد للشؤون التعليمية عبدالله الذرمان بأن نسبة الغياب التي شهدتها مدارس الأحساء في أول أيامها، هي نسبة قليلة جداً ولا تكاد تذكر ولا تشكل شيئاً أمام نسبة الحضور، وأرجع بعض مديري المدارس أسباب الغياب، إلى تغيير حالات الطقس، وتعرض بعض الطلاب إلى الأنفلونزا الموسمية.
وكانت المدارس، قد استقبلت طلابها بالحلويات والمرطبات، وبأناشيد الفرح والمعايدة، وتقديم بعض المسابقات والألعاب الخفيفة.