لا يمكن لمواطن أن يدفع مبالغ مضاعفة لخدمةٍ ما، على الرغم من وجودها في المكان المجاور بنصف القيمة إلا في حالتين.. إما أنه إنسان غبي.. أو لأنه فقد الثقة بمقدم الخدمة الآخر.. كنت في السابق أظن أن مظهر عيادة الأسنان هو الدليل على مأمونيتها وسلامتها.. ولا عجب، فأنت حينما تدخل للعيادة وتشاهد الأرضيات نظيفة والجدران نظيفة والكراسي أنيقة والبياض يغلّف المكان ورائحة المطهرات تملأ الجو، وهناك فتاة جميلة على الاستقبال، حتما سيساورك شعور بأنك في مكان آمن ومعقّم تماما! الناس أصبحت تلجأ لهذه العيادات لأنها فقدت الأمل في أن تستقيم أمور العيادات الأخرى.. ناهيك أن أخطر الأمراض الفيروسية ـ الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي ـ تنتقل عن طريق عيادات الأسنان.. وبالتالي يتكبد الناس غلاء العيادات الشهيرة بحثا عن الأمان! لكن يبدو أن الحكاية "خلاخل والبلا من داخل".. وهو ما نقله لي أكثر من شخص، ووقفت عليه بنفسي قبل أيام.. سؤالي الآن: هل عيادات الأسنان الشهيرة في الرياض وجدة فوق الشبهات.. وبالتالي ليس هناك ضرورة لجولات تفتيشية على مستوى التعقيم؟ اليوم كثير من الناس يصابون بأمراض لا يعرفون كيف أصيبوا بها.. يحكي لي أحدهم أنه أصيب بفيروس كبدي وبائي. هذا المرض لا ينتقل إلا بطريقتين، إما بنقل الدم أو ممارسة السلوكيات المنحرفة.. لكن هذا الرجل حائر كيف أصيب بالمرض.. سألته ـ ولست طبيبا ـ هل زرت عيادات أسنان؟ أجابني: أرتادها كثيرا.. قلت هذا هو السبب والله أعلم!
الخلاصة: الناس ليست مخولة بالتفتيش على غرف التعقيم في عيادات الأسنان.. ومن غير اللائق ـ أو المقدور عليه ـ أن نطلب من الطبيب استخدام أدوات معقمة، ثم نفتح له أفواهنا! ـ لو حرصت وزارة الصحة على موضوع التعقيم في عيادات الأسنان لاستطاعت الحد من كثير من الأمراض التي بدأت تفتك بالناس!