لا تزال الصالة الشمالية في مطار الملك عبدالعزيز بجدة تعاني من حالات افتراش الحجاج، بعد مرور عشرة أيام على يوم عرفة، وسط عدم سماح رجال أمن المطار بدخول الحجاج إلى الصالة المكيفة إلا قبل أربع ساعات من موعد الرحلة فقط. فيما ينجح بعض مشرفي الحملات بإقناع الموظفين لإدخال الحجاج إلى الصالة المكيفة.
ويقول المشرف على إحدى الحملات الحاج السوري عبدالعزيز بكور: "لدي 71 حاجا في المطار وآخرون في مدينة الحجاج وجميعهم من كبار السن حيث لا يسمح في سورية بالحج إلا في عمر قريب من الستين، ويضيف: قبل ثلاثة أيام جمعت الجوازات وقابلت المطوف وتأكدت منه على موعد الرحلة، وأحضرنا إلى المطار من الثالثة ظهرا فيما موعد الرحلة في العاشرة والنصف مساء ما لم يحدث تعديل في موعد المغادرة".
ويتابع بكور: "في البداية منعنا رجال أمن الصالة من الدخول بحجة أن موعد رحلتنا متأخر، إلا أننا تمكنا من إقناع أمن الصالة بإدخالنا، وافترشنا الأرض لأن الكراسي لا تكفي لعددنا جميعا وغير مريحة لانتظار مثل هذه المدة الكاملة".
من جهته أضاف الحاج الإيراني يحيى محمد: "جئت مع خمسة أشخاص إلى المطار قبل موعد رحلتنا خوفا من تضييع الموعد".
ويتفق الحاجان طارق حمد وصبري كراس من مصر مع الحاج يحيى بأنهم جاؤوا في وقت مبكر خوفا من تضييع موعد الرحلة. فيما يجلس الحاجان السيراليونيان الفا كانو وعثمان إبراهيم على الحافة الخارجية لصالة الانتظار مع مندوب سفارة بلادهم عثمان بنجورة الذي حضر معهم للاطمئنان على مسيرة رحلتهم، مؤكدين أن صعوبة حجهم لم تكن في أداء الفريضة التي تيسرت لهم بحمد الله وإنما بالرحلة التي قطعوها للوصول والتي سيقطعون مثلها للرجوع إلى بلدهم حيث يضطرون للمرور بخمس محطات قبل الوصول إلى سيراليون، مؤكدين أنهم جاؤوا قبل الرحلة بناء على رغبتهم للتأكد من موعد رحلتهم وعدم تحملهم أي مصاريف إضافية نتيجة تأخر موعد رحلتهم ومغادرتهم المملكة.
من جهته أكد مدير مطار الملك عبدالعزيز بجدة المهندس مازن خاشقجي في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن خطة موسم حج هذا العام بالتعاون مع وزارة الحج مطبقة كما هو مرسوم لها منذ البداية مع وجود بعض الحالات الاستثنائية، مشيرا إلى أن التطوير لصالة الحجاج وافتتاحها بالكامل سهل المهمة وخفف الضغط المعتاد على الصالة الشمالية والجنوبية.
وأوضح خاشقجي أن الفترة الحالية تعد هي فترة الذروة حيث يغادر من الصالات الثلاث يوميا ما يفوق 60 ألف حاج، وستبقى الحالة على ما هي عليه حتى نهاية الأسبوع الجاري، ثم يهدأ الوضع إلى منتصف محرم المقبل.
وأكد أن المفترشين في الصالة الشمالية قسمان الأول وهم من متخلفي العمرة الذين يجب عليهم إجراء البصمة ولا توجد لديهم حجوزات في ظل وجود حجوزات كاملة على الرحلات المغادرة في وقت مسبق، والقسم الآخر هم الذين لديهم رحلات ولكنهم يحضرون للمطار قبل موعد رحلتهم بـ12 ساعة حيث يعطلون مرافق المطار ويتسببون بمزاحمة الحجاج الذين لديهم مواعيد رحلات نظامية.