دعا خبير دولي في التحكيم القانوني لشؤون الملكية الفكرية، المتخاصمين في مسائل الملكية إلى اتباع الوسائل البديلة الناجعة لتسوية منازعات الملكية الفكرية كـ "الوساطة والمفاوضات والتوفيق والتحكيم"، بعيدا عن تعقيدات المحاكم، وما تخلفه من طول الأمد في فصل المنازعات الفكرية بالطرق القانونية العادية، بسبب أن عامل الوقت في منازعات الملكية الفكرية يكتسب أهميته الفائقة نظراً للتطور التقني والمستجدات المتسارعة في العصر الحالي، ولتجاوز المنازعات الفكرية النطاق المحلي إلى الدولي.
وقال المستشار الدكتور خالد عبدالعزيز النويصر خلال ورقته العلمية التي ألقاها أول من أمس بعنوان "أبعاد الملكية الفكرية والتحكيم وانطباقه على منازعات الملكية الفكرية في السعودية"، ضمن فعاليات المنتدى العالمي للتحكيم والملكية الفكرية بالأردن: إنه يشترط أن يكون الهدف من اللجوء إلى الوسائل البديلة لتسوية منازعات الملكية الفكرية الوصول إلى حل لهذه المنازعات، موضحا أن من الأسباب الداعية إلى اللجوء لهذه الوسائل، التكاليف الباهظة التي يتكبدها المتخاصمون في الطرق القانونية العادية، حيث يصبح اتباع الطرق البديلة لحل مثل هذه المنازعات أجدى وأقل تكلفة من قنوات الطرق القانونية المعلومة، إلى جانب أن منازعات الملكية الفكرية غالباً ما تتسم بالتعقيد وتشمل مستوى رفيعاً من التقنية المتطورة، الأمر الذي يجعلها شائكة ومعقدة الحل، عوضاً على احتياجها للسرية التامة المطلقة والتي قد لا تتوفر أمام نظرها في منصات القضاء. وأكد النويصر أن قضايا الملكية الفكرية أضحت ضرورة اقتصادية وتجارية مهمة في عالم اليوم، إذ لا بد من حمايتها حفاظاً على حقوق المبدعين وإبداعاتهم المادية والمعنوية، مؤكدا أن المملكة اهتمت بحماية الملكية الفكرية منذ زمن بعيد، من خلال سن عدد من القوانين التي تكفل حماية الملكية الفكرية، سواء كانت صناعية أو أدبية.