استقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج كأول ضحية لنتائج القصف الكوري الشمالي الذي تعرضت له جزيرة يونبيونج الثلاثاء الماضي، وذلك وسط انتقادات من المعارضة الكورية الجنوبية لكيفية التعامل مع تهديدات بيونج يونج.
ووضع تصاعد التوتر المفاجئ في المنطقة بكين تحت ضغوط هائلة حتى تكبح جماح حليفتها كوريا الشمالية، فيما أبدت الصين التي أرجأ وزير خارجيتها زيارة كانت مقررة اليوم إلى سول، قلقها إزاء اعتزام كوريا الجنوبية إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة وطالبت الكوريتين، بممارسة "أقصى درجات" ضبط النفس، والعمل على عدم تصعيد الخلاف بينهما.
وأعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس، أن بلاده تعارض "أي استفزاز عسكري" في المنطقة. وطالب عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في موسكو، المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد لخفض حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ووصف الوضع الحالي بأنه "جاد ومعقد".
وشدد جياباو على أن استئناف المباحثات السداسية بين كوريا الشمالية من جانب والولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية من جانب آخر، هو السبيل لعودة الاستقرار إلى شبه الجزيرة الكورية دون الحاجة لاستخدام الأسلحة النووية.
إلى ذلك هددت كوريا الشمالية بشن هجمات عسكرية جديدة إذا قامت كوريا الجنوبية" باستفزازات عسكرية متهورة مرة أخرى". وحملت بيونج يانج كلا من سول وواشنطن مسؤولية هجومها الدامي على الجنوب مؤكدة استعدادها للقصف مجددا.
من جانبها أعلنت كوريا الجنوبية أنها قررت إرسال تعزيزات عسكرية إلى خمس من جزرها في البحر الأصفر القريبة من كوريا الشمالية ومنها جزيرة يونبيونج بما في ذلك إلغاء خطة سابقة لخفض عدد أفراد مشاة البحرية المتمركزين هناك بناء على إجراءات قررها اجتماع طارئ رأسه الرئيس لي ميونج باك في وقت مبكر من أمس.
وقالت لجنة الطوارئ في جزيرة يونبيونج إن معظم سكان الجزيرة البالغ عددهم 1700 شخص جرى إجلاؤهم بالفعل إلى مدينة إنشيون الساحلية المجاورة لضمان سلامتهم.
وأعلن متحدث باسم الخارجية الكورية الجنوبية أن القصد من المناورات المشتركة التي ستجريها مع الولايات المتحدة الأحد المقبل هو بعث رسالة واضحة لكوريا الشمالية. وقال "اتفقنا خلال محادثات هاتفية مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنه خلال التدريبات سنتمكن من بعث رسالة واضحة للشمال فيما يتعلق بالموقف الأخير".
وقال إن سول تدرس عددا من الإجراءات ضد بيونج يانج ستعرضها على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت تقارير كورية جنوبية، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل وابنه جونج آن الذي من المنتظر أن يخلفه زارا قاعدة المدفعية التي قصفت الجزيرة الجنوبية قبل ساعات قليلة من الهجوم وأن الهجوم أمر به كيم بنفسه على الأرجح.