رأى الكاتب الصحفي داود الشريان أن الكتابة الصحفية الساخرة متراجعة في العالم العربي لأنها بحاجة إلى مساحة كبيرة من الحرية غير متاحة في العالم العربي، مشيراً إلى أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 انخفضت جميع أسقف الكتابة ولم يعد متاحاً غير مهاجمة الإسلاميين.

الشريان الذي كان يتحدث مساء أول من أمس حول تجربته الصحفية بالصالون الثقافى لسفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة هشام محيي الدين ناظر قال: أنا صناعة مصرية فى عالم الصحافة، حيث استفدت وتعلمت من التجربة المصرية الطويلة في الكتابة الصحفية خاصة في مجال العمود الصحفي من أساتذة كبار أمثال سيد العمود الصحفي الراحل مصطفى أمين والكاتب الراحل جلال كشك ثم تعلمت أيضاً من النص اللبناني الذي تفوق على النص المصري في رشاقته وفي قصر جملته.

وأوضح الشريان أنه يرى بالنسبة له ككاتب سياسي أن التضامن العربي مضر بالمعلقين السياسيين لأنهم لا يجدون دولة يهاجمونها أو ينتقدونها، وأنه شخصياً دعا إلى ثورة تصحيح في فنون الكتابة الصحفية واستخدام أسلوب الحكاية أو اللون القصصي وكأن الصحفي راوٍ لتناسب هذا النوع من الكتابة مع روح الإنسان التي تميل إلى سماع الحواديت، كما طالب كتاب العمود بالابتعاد عن أسلوب المعلقات أو الإسهاب بغير حاجة والاعتماد على الجمل القصيرة ذات الدلائل والمعاني الواضحة، مشيرا إلى أن كل صحفي في بداية طريقه يجب أن يكون لديه مثل أعلى من كبار الكتاب يحاول أن يتتلمذ عليه.

وأضاف الشريان أن الكاتب الصحفي الناجح دائما تشغله الكلمة الأولى أو الفقرة الأولى التي يبدأ بها مقاله أو موضوعه الصحفي وكأنه يشبه المخرج السينمائي الذي يهتم كثيرا باللقطة الأولى التي يبدأ بها الفيلم الذي يحدد مدى اندماج المشاهد والجلوس أمام العمل ومشاهدته حتى النهاية دون ملل.

وكشف الشريان أنه يعكف حاليا على ورقة بحثية يتناول فيها مدى حاجة القوة الناعمة إلى قوة خشنة، وقال: إن ترديد مقولة أن تراجع الدور الخشن القوي لمصر وراء تراجع دورها الناعم خاصة في فنون الدراما والآداب، لا يمثل خطورة على مصر فحسب بل يهدد مستقبل العالم العربي، موضحا أن مصر هي بمثابة القلب، عندما تنتفض يمكنها أن تصنع الكثير.