لم تعقه دراسته للطب وكثرة أعماله التطوعية عن ممارسة هوايته بتربية الحيوانات، حتى إنه حّول غرفته الخاصة إلى ملجأ للحيوانات تعيش معه بذات الغرفة، وأنشأ موقعاً على الإنترنت، وصفحة على "فيسبوك" ينشر من خلالها ثقافة التربية الصحيحة للحيوان، بل إن حبه لذلك دفعه لأن يتعهد برعاية حيوانات المسافرين والإشراف عليها لحين عودتهم دون مقابل.

وفي حال تقدم شخص له برغبته في رعاية أحد الحيوانات الموجودة لديه، لا يمانع أن يحقق له تلك الرغبة بالمجان، شريطة أن يتعهد له برعاية الحيوان وعدم التقصير بذلك مع المتابعة المستمرة معه عن وضع الحيوان لدى المربي الجديد، وتزويده بصور عن ذلك، بل إنه يزود المربي بـ CD تثقيفي بتربية الحيوان الذي تعهد الأخير برعايته، مع كافة احتياجاته كالقفص والألعاب والغذاء وغيره.

ذلك هو مبارك الشليخي ذو العشرين ربيعاً الذي التقته "الوطن"، وبدت عليه واضحة الثقافة الواسعة حول الحيوانات وطرق تربيتها، وكل ما يتعلق بتكاثرها وفصائلها.

عن تلك الهواية قال إنها بدأت لديه في سن السابعة بتحفيز ذاتي ودعم من والدته وشقيقته، واستمرت هذه الهواية تلازمه، وفي ذات الوقت كان مشروع إنشاء ملجأ للحيوانات حلما راودني منذ سنوات طفولتي، مشيرا إلى أن حلمه تحقق في مارس 2010 ، كما أنشأ موقعاً إلكترونياً ومدونة عن ذلك على الرابط

(http://i-care-shelter.blogspot.com/ ) ، إضافة إلى تخصيص صفحة على "فيسبوك" تحمل ذات الاهتمام.

وذكر الشليخي أنه قام بتربية الكثير من الحيوانات المختلفة، ولكن اهتمامه حالياً تركز على رعاية الأسماك والهامسترات والكافي والسلاحف والببغاوات، مؤكداً أن بعضها يشتريها من حسابه الخاص، وبعضها الآخر تكون لديه نتيجة تكاثر أو تخل من قبل المربين.

وأضاف أنه جعل من غرفته الخاصة ملجأ لتلك الحيوانات، حيث تعيش معه بذات الغرفة، مقدراً في الوقت نفسه لأسرته تفهمهم للأمر، وأهميته بالنسبة له رغم انزعاجهم من ذلك.

وأكد الشليخي أن إحدى خدمات الملجأ التعهد بالرعاية طوال فترة سفر المربي، حيث إن الكثير من المربين بالمدينة المنورة يضطرون إلى بيع حيواناتهم لعدم توفر خدمات استضافة بالمحلات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحيوانات الأليفة تعيش كلٌ منها في قفص على حدة، مما يجنب مشكلة انتقال العدوى في حال إصابة بعضها بالمرض، مؤكدا أنه يتم فحصها والتأكد من خلوها من الأمراض حين استلامها من مربيها.

وقال إنه منذ إنشاء الملجأ حتى الآن قام بإهداء 10 حيوانات لهواة آخرين بعد توعيتهم بطرق وخطوات تربية الحيوانات، والتأكد من استيعابهم لذلك، والتأكد من وجود الإحساس بالمسؤولية لديهم، حيث تم إعطاؤهم الحيوانات وكافة مستلزمات تربيتها بالمجان مقابل رعايتها والعناية بها، مشيرا إلى أنه يقوم بمتابعة وضعها لديهم بمعرفة أخبارها من المربين الجدد، كما أن البعض منهم يزوده بصور لها في منزلها الجديد.

وعن كيفية التوفيق بين دراسته وأعماله التطوعية ورعاية الحيوانات الموجودة لديه، ذكر الشليخي أن التوفيق يُوجِب ضغط الجدول لجميع المتطوعين، خصوصاً أنهم طلاب، مشيراً إلى أن رعاية الحيوانات بشكل عام لا تتطلب سوى التزام، حيث إن ساعة أو ساعتين كحدٍ أقصى كافية.

وعن كيفية الاعتناء بالحيوانات أشار إلى أن البيئة السليمة للحيوان تتوفر بتوفير الغذاء، ودرجة الحرارة المناسبة، والفحص والتنظيف الدوريين.

ولم يخف الشليخي تذمره من تخصص العيادات البيطرية في علاج المواشي بشكل رئيسي، حيث إن بعض الحيوانات كالموجودة لديه لا توجد عيادات بيطرية تقوم بفحصها ومعالجتها عند تعرضها للمرض.

وعن طموحاته المستقبلية لمشروعه الذي انطلق من غرفته الخاصة، قال إنه يطمح لنشر مفهوم رعاية الحيوانات لدى شريحة أكبر في المجتمع وزيادة عدد المربين وتطوير الملجأ بتخصيص مكان خاص ومستقل لتربية الحيوانات بالمدينة المنورة.