فارق الثقافة الاجتماعية والتقاليد بين المجتمع الألمانى المفتوح بلا قيود، والمجتمع التركي الإسلامي الذي تحده قواعد الشرف والتزام المرأة بحدود الشريعة الإسلامية، هي الإشكالية التي قامت عليها قصة الفيلم الألماني التركي "عندما نغادر"، وهو الفيلم الذي اختاره البرلمان الأوروبي للفوز بجائزة التنوع الثقافي "لوكس"، وهي جائزة سنوية قيمتها 90 ألف يورو، تقدم للقائمين على الفيلم بجانب ترجمته إلى 23 لغة أوروبية من اللغات التي تنطق بها دول الاتحاد الأوروبي.
بطلة الفيلم هي الممثلة التركية المعروفة "سيبل كيكيللي"، وتؤدي دور السيدة الشابة "ايوما" التركية المتزوجة فى اسطنبول، حيث يسيء زوجها معاملتها ويعذبها، فتقرر الفرار منه مع طفلها "عامين" وتسافر إلى والديها حيث يقيمان مع أختها وأخيها الأصغر في ألمانيا. إلا أن الأب يغلق الباب في وجهها، ويعتبرها خارجة عن تقاليد الأسرة وشرفها، ويطالبها بالعودة مقهورة إلى زوجها.تعيش ايوما وطفلها حياة مأساوية بلا وطن أو عائلة في شوارع ألمانيا، وتحاول مرة أخرى في عيد الفطر الذهاب لبيت والدها، إلا أنه يغلق مجددا الباب في وجهها وهو يبكي ويقول لها "لقد حطمت قلبي بفعلتك". وهكذا يسير الفيلم في نسق درامي، حيث تحاول ايوما الاستمرار في حياتها الجديدة بشجاعة، والعودة للدراسة بالجامعة.
الفيلم يكشف الفارق بين الثقافة الألمانية التي تتيح للمرأة حرية الحياة والاختيار، وبين التركية التي تعتبر اختيار المرأة لحياتها نوعا من الخروج عن شرف العائلة.
يذكر أن جائزة "لوكس" ترمز إلى معنى أوروبي مضمونه "حياة الرفاهية الأوروبية"، أطلقها البرلمان الأوروبي عام 2007 ، للتدليل على التزام البرلمان الأوروبي بدعم صناعة السينما الأوروبية المعنية بالثقافة والفوارق الثقافية، وتشمل خيارات الأفلام، القصص ذات القضايا الفردية أو التاريخية أو الاجتماعية، بشرط أن تكون ذات صلة بحياة الأوروبيين والثقافات الأخرى وتشير إلى معتقداتهم وشكوكهم ومحاولة البحث عن الهوية.