ثلاثة مؤتمرات صحفية عقدها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بعد عودته من سورية، عبرت بما لا يدع مجالا للشك أن شيئا كبيرا قد حصل، أو أنه سيحصل على صعيد الأزمة السورية.
فالوزير التركي الذي يعتبر الأب الروحي للانفتاح باتجاه الدول العربية، وتحديدا باتجاه دمشق، وهي التي كان ما بينها وأنقرة ما صنعه الحداد، يجد نفسه ملزما تجاه الشعبين التركي والسوري بتعميق هذه العلاقة والوصول بها إلى بر الأمان.
كانت الأحداث في سورية مفاجأة للقادة الأتراك، وهم عملوا قدر الإمكان على استيعابها وإسداء النصح للقادة السوريين الذين فضلوا الحل الأمني على الحل السياسي انطلاقا من مفهوم السيادة.
ما حصل بالأمس من زيارة للسفير التركي إلى حماة ونيته زيارة دير الزور، وانكفاء الدبابات عن حماة ـ حسب تصريحات أوغلوـ يحتوي على شهادة للقيادة السورية عن تجاوبها مع الوساطة التركية التي لم تكن سوى إملاءات، إذا لم تكن تهديدات.
ربما يكون أوغلو نجح في ترجمة خطاب خادم الحرمين الشريفين للقيادة السورية، في ما فشلت به بعض الدول في الوصول بالأزمة السورية إلى نهاياتها في حقن دماء السوريين من كل الأطراف، وتحقيق الإصلاحات وإرساء الديموقراطية التي يصبو إليها الشعب السوري، وهنا لا بد من تسجيل نقطة بيضاء للساعين وللداعين إلى الحل السلمي بين أبناء الشعب الواحد والعودة إلى طاولة حوار تجمع أبناءه كافة للوصول إلى صيغة تبعد عن سورية الكأس المرة التي تتهيأ لها بعض الأطراف الدولية، وأعني بها التدخل الأجنبي.