الصورة هي صلب الاتصال البصري مع الأحداث والمناسبات، والأفكار، والتاريخ، ومن هنا تكتسب أهميتها وخطورتها في الحياة بهدف الوصول إلى التوثيق، والعرض، والأرشفة، ومع دخول الصورة الرقمية، وتطور تقنيات التصوير، وإمكانية الحفظ والمعالجة العلمية، اكتسبت الصورة ميزة قيمية إضافية جعلتها تنحو للإبداع والتخصصية تحقيقا لأهدافها بعيدا عن مجرد الضغط على زر لالتقاط صورة ما.
بهذا المفهوم تحدثت المصورة المحترفة سوزان إسكندر لـ"الوطن" عقب ترشيحها لمرافقة المنتخب لخليجي 20 في عدن, وأضافت أن الصورة الإبداعية لا تقف عند حدود التقنية، فالتصوير الإبداعي يتكون من عدة محاور أهمها الفكرة، وهذه لا يصنعها التطور التقني، وكذلك التكوين، واختيار الوقت المناسب، والأدوات المناسبة، وتوزيع الإضاءة، واختيار الزاوية، للوصول إلى صورة غير مألوفة.
وذكرت إسكندر أنها تعكف حاليا على إنجاز موسوعة مصورة تستهدف توثيق كافة مظاهر الحياة الثقافية، والاجتماعية والاقتصادية، والتطور العمراني والحضري لجميع المناطق. وتقول سوزان لقد تم إنجاز أكثر من 60% من الموسوعة، وتبقت أجزاء من بعض المناطق منها المدينة وعسير، ومن المتوقع إتمام الموسوعة بنهاية العام 2012, مشيرة الى أن كثرة المنجزات الحضارية المستقبلية للمملكة تتسبب في تأخر صدور الموسوعة نسبيا من أجل شمولية المحتوى.
ودعت المصورة سوزان إلى تصنيف المصورين السعوديين المحترفين ذوي التوجه الوطني ضمن قائمة الباحثين الأكاديميين، فتتكفل الدولة بمصاريف أعمالهم ورحلاتهم, الأمر الذي يخلد أمجاد الوطن، ومنجزاته. ويحض على التنافس الشريف من أجل غايات أعظم. كما دعت إلى إدخال التصوير ضمن منهج التربية الفنية في التعليم العام، نظرا للارتباط الطردي بين الرسم والتصوير, مضيفة: قد يتفوق التصوير في الأهمية فالصورة سجل توثيق لقضايا الأمم، ومنجزاتها، ومواقفها.
وترى إسكندر أن الصورة لا تموت، ولا يمكن اختزال أهميتها في حدود الزمان أو المكان أو المناسبة أو التأريخ، فللصورة أبعاد أعمق من ذلك حيث تشملها جميعا إضافة إلى الإحساس، كما يجب أن يتصف محترف التصوير بالإصرار والعزيمة، والرؤية الواضحة لهدفه الفني الذي يرسم به ويجسد مشواره. فثقافة الصورة تسيطر على العالم اليوم، الأمر الذي يستدعي الاهتمام أكثر بالتصوير الفوتوجرافي.