قتل 23 شخصا اليوم (الأربعاء24/11/2010) في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبا من الشيعة الزيديين الذين كانوا ينوون الاحتفال بيوم الغدير في منطقة الجوف شمال اليمن حيث ينشط التمرد الحوثي، حسبما أفادت مصادر متطابقة , واتهم شيخ قبلي تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم.
وكان المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبد السلام أشار في وقت سابق في اتصال هاتفي مع فرانس برس إلى مقتل 17 شخصا في الهجوم إضافة إلى إصابة حوالي 15 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبا شيعيا في الجوف.
وذكر عبدالسلام أن الموكب كان يستعد للاحتفال بيوم الغدير الذي يحتفل الشيعة فيه بذكرى تولية الإمام علي، مشيرا إلى أن الهجوم قد يكون انتحاريا.
إلا أن عدة مصادر قبلية أكدت لوكالة فرانس برس أن الهجوم انتحاري وقد ارتفعت حصيلته إلى 23 قتيلا بينهم مؤيدون للتمرد الحوثي أو مقاتلون في صفوفه.
وذكرت المصادر أن الموكب الشيعي كان يتجمع للانطلاق نحو مدينة الزاهر في جنوب غرب الجوب بالقرب من الحدود مع محافظة عمران، للاحتفال في يوم الغدير.
وقال مصدر قبلي لوكالة فرانس برس ان "جثث 11 قتيلا دفنت بعيد الهجوم تعود لمؤيدين للتمرد، فيما تم سحب 12 جثة أخرى تعود لمقاتلين حوثيين".
وتهدد هذه الحادثة برفع منسوب التوتر في شمال اليمن حيث يسود وقف هش للنار.
من جهته، أكد شيخ قبلي لفرانس برس ان الهجوم نفذه انتحاري بسيارة مفخخة رباعية الدفع، وقد اعترض بها الموكب الزيدي.
وذكر الشيخ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن بين القتلى أحد شيوخ القبائل في الجوف يدعى حسين بن أحمد بن هضبان، متهما تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذا الهجوم.
وتقع محافظة الجوف شرق محافظة صعدة معقل التمرد الزيدي الحوثي، وشهدت معارك بين الحوثيين والقوات اليمنية خلال الجولة الأخيرة من النزاع بين الطرفين.
ويحتفل الشيعة في العالم بعيد الغدير في الـ18من شهر ذي الحجة، وفي شمال اليمن. ويحيي الزيديون بشكل خاص هذا العيد باشعال النيران على الجبال وإطلاق المفرقعات والأسهم النارية.
وعمت الاحتفالات منذ مساء الثلاثاء في مناطق الزيديين، فيما دعا زعيم التمرد الحوثي عبدالملك الحوثي إلى احتفالية كبيرة بذكرى يوم الغدير في محافظة صعدة اليوم الاربعاء.
ومحافظة الجوف من ابرز مناطق الحوثيين بعد صعدة وعمران، إلا أنها شهدت في السابق أيضا عمليات استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة الذي ينشط في اليمن.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعربت الثلاثاء عن قلقها من "التصعيد الخطير" للمعارك في شمال اليمن مع ارتفاع حدة المواجهات بين المتمردين وقبائل موالية للحكومة، على رغم وقف إطلاق نار النافذ منذ حوالي 9 أشهر بين صنعاء والمتمردين الحوثيين الشيعة.
وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين اندري مهاجيتش في تصريح صحافي "قتل 20 شخصا على الأقل وأصيب آخرون بجروح في الأيام الـ10 الأخيرة في أسوأ أعمال عنف في شمال اليمن منذ توقيع وقف إطلاق النار في فبراير".
وإثر أعمال العنف هذه، أرسلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عناصر إلى الأرض لتقييم حجم نزوح المدنيين وخصوصا في مناطق قريبة من المملكة العربية السعودية.
وفي فبراير، وقعت القوات الحكومية والمتمردون الشيعة وقفا لإطلاق نار في شمال اليمن بعد تدهور الوضع على الحدود مع السعودية.
وأثار تجدد المعارك في أغسطس 2009 ضمن النزاع المتواصل منذ 2004، حركة نزوح كثيفة خصوصا في منطقة صعدة.
ومن أصل 300 ألف نازح، عاد 20 ألفا فقط إلى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال مهاجيتش "نبقى قلقين للغاية بسبب استحالة الوصول (إلى المناطق المتوترة) وبسبب الوضع الإنساني في مناطق أخرى" في شمال اليمن.