ـ 1 ـ

يبدو أن الكتابة عن الديموقراطية والحرية.. وعن الأنظمة الدكتاتورية لن تجلب سوى مزيد من الألم وأشياء أخرى، لذا ستكون الكتابة عن أبيات شعر وكلمات تصلح لكل الأزمنة وما زلنا نأخذ منها العبر.

ـ 2 ـ

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة). فما أعظم "الفاروق" من حاكم، يتألم وهو في المدينة المنورة من أجل "شاة" على شط نهر الفرات الذي يمر بمدن ملأى بـ"البشر" كالرقة ودير الزور في سورية، والأنبار وكربلاء والحلة بالعراق.

ـ 3 ـ

ويقدم المتنبي نصيحة في بيته:

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزة

فلا تظنّنَ أَن الليث يبتسمُ

إذ قد يمارس الليث هوايته بالبطش، فيما مُشاهِده يحسبه مبتسما، وكم تخفي بعض الابتسامات من أمور مخيفة وراءها، ليس الحزن أولها، ولا اللحد آخرها.

ـ 4 ـ

وعن الحزن يتحدث المناضل الأرجنتيني جيفارا فيقول: (كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا، لكنني لم أكن أتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته).

وللروائي الفرنسي إميل زولا مقولة جميلة: (إن أخرست الحقيقة ودفنتها تحت الأرض فسوف تنمو وتنبت). ويقترب منه الشاعر الهندي طاغور بجملته: (لا يمكنك اقتلاع عبير زهرة حتى ولو سحقتها بقدميك).

وما أجمل ترك الحقيقة تظهر كالشمس لتنشر الدفء.. وترك الزهرة متفتحة تعبق عطرا يزركش المكان.

ـ 5 ـ

أما المعماري الراحل حسن فتحي فقد قال: (كمهندس، طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لي مطلقاً أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمدا). وهناك في هذا العالم أناس تنقطع عنهم الكهرباء في شدة حر الصيف. وترتفع الحرارة في مناطقهم نتيجة ظروف غير بيئية خلقت حالة فوضى قد تشبه ما قصده رائد السريالية سلفادور دالي بجملته: (أعتقد أنه قد آن الأوان لأن نجعل من الاضطراب شيئاً منظما).

ـ 6 ـ

كانت نظرة ابن حزم الأندلسي ثاقبة حين قال: (نقطة الماء المستمرّة تحفر عمق الصخرة). فلننتبه إلى "الحنفيات" التي تنقط ونصلح أمرها ونطوّرها قبل أن يستفحل التنقيط.

ـ 7 ـ

قال المعري:

هذا جناه أبي عليّ

وما جنيتُ على أحدْ

وكم من أب جنى على ابنه فحمّله فوق طاقته، وأجبره على أن يكون حيث لا يجب أن يكون. فلا تورطوا أولادكم بما لا يستطيعون، راقبوا ميولهم وساعدوهم على تنميتها. فإن اكتملت ودرسوا وتخرجوا، فلا تدفعوا بهم إلى غير ما اختاروه، لئلا يفشلوا.