لعلع الرصاص أمس في عدن التي تستضيف دورة "خليجي 20" لكرة القدم، لكنه لم يكن رصاصاً إرهابيا يهدد الدورة، بل أطلقته قوات الأمن اليمنية في الهواء لتفريق محتجين على عدم تسلمهم مستحقاتهم المالية بعدما شاركوا في لوحة ثقافية في الاحتفال بافتتاح الدورة أول من أمس.

وبدا اليمن مفتوحاً على كل المتناقضات مع تنظيمه للدورة، إذ تجلت طبيعته كبلد عرف بهجرة أبنائه إلى الخارج. ورأى هؤلاء في إقامة الدورة في عرينه للمرة الأولى فرصة للعودة إليه واستطلاع أحواله بعد سنوات الاغتراب، لكنهم عادوا حاملين جوازات سفر بلدان استوطنوها منذ سنوات، فبدت الأسرة الواحدة منقسمة بين من يدين بولائه ويصطف خلف تشجيع منتخب اليمن، ومن يؤازر الأخضر السعودي، ومن يشجع الأبيض الإماراتي، حتى تلاقت كل الأعلام الخليجية في مدرجات الملاعب وشوارع عدن بتآخٍ لافت متعدد الألوان.

لكن الإجماع بين اليمنيين على منتخبهم كان الأول في قلوبهم إلا أن زائر عدن لن يفاجأ أن يقول له شاب يمني إن منتخبه الأول هو "العراق".

أما في الجانب النسائي للمشجعات اليمنيات فكان الاختلاف والازدواجية في الانتماء أكبر نظراً للروابط الأسرية التي تجمع أغلب نساء جنوب اليمن مع دول الخليج بحكم الموقع الجغرافي، حيث حضرت في مدرجات إستاد 22 مايو أول من أمس في مباراة الافتتاح بين المنتخبين السعودي واليمني من كان زوجها سعوديا وهي يمنية فرفعت علميْ المملكة واليمن، وأخرى سعودية بالتجنس لكنها ذهبت مع أهلها في اليمن إلى المباراة حاملة راية المنتخب اليمني.

وكان لافتا احتفاء اليمن بالشهيد الكويتي الشيخ فهد الأحمد، فإلى جانب إطلاق اسمه على الدورة، سجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح موقفاً احتفائيا بعد دقائق من إعلانه افتتاح الدورة، إذ طالب بإزاحة الورود التي وضعت أمامه منادياً نجل الشهيد الشيخ أحمد الفهد الأحمد للجلوس قريبا منه مع كبار الضيوف.