الجمارك جهاز تابع لوزارة المالية.. أي أنه ليس جهازا مستقلا..
كل مرة أجد نفسي مضطرا لمخاطبة مدير عام الجمارك مباشرة.. المثل يقول: "وجه تعرفه ولا وجه تنكره".. حل علينا رمضان المبارك وعاد كثير من الناس من إجازاتهم.. كثير منهم عادوا عبر المنافذ البرية..
في أحد المنافذ قبل فترة، قلت للجالس جواري: أنا كغيري من الناس، لا يمكن لي أبدا أن أصدق أن مدير عام الجمارك في المملكة يعلم عن الحالة المتردية لمنافذنا ويسكت.. أبدا لا يمكن ذلك.. لا يمكن أن يعلم الرجل عن حالة هذه المنافذ السيئة والمخجلة ويرضى بوضعها.. لكنه خالفني الرأي.. قطعنا مسافة طويلة ونحن نتجادل: "يعرف.. لا ما يعرف.. يعرف.. لا ما يعرف"!
على أي حال المثل يقول: "الحكي ما عليه جمرك".. دعونا نقلبها: "الجمرك.. عليه حكي"!
منفذ مثل الرقعي ـ أسوأ المنافذ ـ أو منفذ الحديثة أكبر منفذ في الشرق الأوسط، أو منفذ البطخاء ـ النقطة التي على الحاء جاءت بالغلط فتركتها ـ كيف يرضى إنسان حريص على مصلحة وسمعة البلد أن تبقى بهذا الشكل المخجل، سواء في البنى التحتية أم في الخدمات المقدمة؟
المشكل الأكبر أن هناك ـ بعد مسافة قليلة ـ منفذ آخر تابع لدولة أخرى.. أول عبارة يرددها الإنسان بينه وبين نفسه حينما يرى البون الشاسع: "حنا وش ناقصنا ما نصير مثلهم"؟!
ماذا نقول لمعالي مدير الجمارك السعودية؟
بالتأكيد هو لم يزر هذه المنافذ أبدا.. لأنه لو زارها فلن يقبل بأوضاعها الحالية.. ولذلك كنت سأتطوع في وصفها له.. لولا أنني وجدت المسألة صعبة "حبتين"..
ومازلنا نتجادل حتى اللحظة: يعرف.. لا ما يعرف.. يعرف.. لا ما يعرف.. "احترنا"!